د. صالح عبدالله الحمد
في يوم الخميس الموافق 6/2/2020م وتحديداً في تمام الساعة الواحدة ظهراً غادرنا مدينة حائل الجميلة، كما ذكرت في المقال السابق، إلى محافظة العلا، للاشتراك في سباق الهايكنج الذي تنظمه شركة إكواتيرل يوم السبت الموافق 8/2/2020م ذي المسافة 10 كيلومترات، وكذا مسابقة الجري على مسافات مختلفة منها 83،45،10 كيلومترات وكذا المشي لمسافة 10 كيلومترات.. ومحافظة العلا تبعد عن مدينة حائل بـ(400) كيلومتر، عبر طريق جيد، يمر ويوزع على عدة قرى ومدن، ويخترق مفرق الجهراء، حيث من اليمين تيماء وتبوك، ومن اليسار المدينة المنورة، والاستمرار على طول محافظة العلا، التي حينما تبدأ الوصول إليها تقابلك الجبال المتناثرة، وغير المتصلة مع بعضها البعض، وهذا ما يميز جبال محافظة العلا عن غيرها، حيث إن هذه الجبال ذات أشكال جميلة، يختلف بعضها عن بعض، وتلفت الانتباه جيداً، وحينما اقتربنا من محافظة العلا، شاهدنا آثار التنظيم والاستعداد الممتاز، لشتاء طنطورة العلا، ولقد اُختِيرت محافظة العلا لأنها تمثل إحدى الوجهات السياحية الرائدة، في المملكة نظراً لما تحويه من آثار تاريخية، تعود إلى آلاف السنين، ومعالم طبيعية خلابة، جعلتها منطقة جذب للسائحين، والمتنزهين فيما تحتضن حالياً مهرجان شتاء طنطورة، الذي يعد محطةً أخرى للتعريف بالموروث والسياحة للمحافظة، وللتعريف بالطنطورة؛ فالسبب يعود إلى ساعة شمسية هرمية الشكل، ترتفع على سقف أحد الأبنية في وسط بلدة العلا القديمة، تسمى الطنطورة كجزء أصيل من أبنيتها، ويعتمد أهالي المدينة منذ مئات السنين عليها لمعرفة الوقت خلال اليوم، وكذلك فصول السنة، أما فصل الشتاء فتعلن الطنطورة عن دخوله بحلول 22 ديسمبر من كل عام، حينما يصل ظلها إلى العلامة المقابلة لها والموجودة على الأرض، حيث يصل إليها الظل مرة في السنة، ويتراجع بعدها ليشكل أقصر وأطول ليلة في السنة في احتفال بهيج يجمع أهالي العلا من مختلف الأعمار، ومن هنا أُشتق اسم المهرجان.
هذا ما كان من معلومات عن الطنطورة وشتائها في محافظة العلا.. أما ما كان من أخبار رحلتنا فقد وصلنا المحافظة بحمد الله قبيل المغرب، وتحديداً في تمام الساعة الخامسة والنصف، حيث ذهبنا خارج المحافظة قليلاً وتحديداً إلى مزرعة أحد الأصدقاء الأوفياء الكرماء وذلك بموعد مسبق حيث استقبلنا ببشاشة وحفاوة وترحيب وكرم ومكثنا لديه خلال فترة زيارتنا كلها وغمرنا -جزاه الله خيراً- بأخلاقه، وكرمه، وتواضعه.. تجولنا في المزرعة ذات المزروعات المتنوعة، وفي الصباح بعد تناول الإفطار بقليل صعدنا الجبل المحاذي لمزرعته، وبعد الظهر بعد تناول طعام الغداء ذهبنا إلى داخل المدينة وتجولنا بها وزرنا عدة أمكنة، كان من أبرزها مطل العلا، الذي يحتاج من وجهة نظري إلى اهتمام أكبر من بلدية المحافظة، حيث أمكنة الجلوس للعوائل والمرتادين والسواح قليلة جداً، ودورات المياه معدومة، والسياج الفاصل بين المطل والمدينة شبه معدوم، مما يعرض الأطفال والمرتادين، للخطر وكذلك الطريق الموصل للمطل ضيق، ومزعج ويحتاج إلى التوسعة، وإيجاد بعض التعديلات، حيث إن المحافظة أصبحت سياحية الآن، وتحتاج إلى بعض التحسينات، كما أن البنية التحتية ما زالت فقيرة جداً فالفنادق غالية، وقليلة، والشقق المفروشة كذلك.. ولا أعرف أين المستثمرين من أهالي المحافظة وغيرهم؟.. بالإضافة أن المطاعم كذلك تفتقر إلى الكثرة، والتوسعة والأسعار المعقولة، كما أن تذاكر مدائن صالح والتي يجب شراؤها من داخل المدينة أمر في غاية الصعوبة، كما أن الشركات التي تدعي أنها سياحية وتبيع التذاكر وتوصل إلى مقر مدائن صالح أسعارها خيالية جداً، ولا أعرف من هو المسؤول عن ذلك؟.. كما أن الأسعار غالية هي الأخرى حتى الهدايا متواضعة لكنها غالية أيضاً وبالرغم، من قصر المدة إلا أننا أخذنا عن محافظة العلا فكرة غير جيدة كنا نتمنى أن تكون أحسن من ذلك، حتى تكون سياحية بحق!!. هذا ما هو عن السياحة وبنية العلا التحتية أما ما هو عن السباق الذي حضرنا من أجله فقد توجهنا في مساء الجمعة إلى مقر التسجيل وأثبتنا حضورنا لدى الشركة، واستلمنا الأمتعة الخاصة بالسباق، وأخذنا موعداً لنكون متواجدين في داخل المدينة في تمام الساعة التاسعة صباحاً من يوم السبت، حيث تنقلنا حافلات خاصة من هذا المكان إلى مقر بداية السباق والمقرر بدايته في تمام الساعة العاشرة، حيث انطلقنا لسباق الهايكنج ومسافته عشرة كيلومترات ومدته ثلث ساعات، وكان الطريق منظم تنظيماً جيداً من قبل الأمن، والمرشدين والإسعافات وقد قطعنا المسافة بنسب مختلفة من الجميع لكننا أنهينا السباق بحمدالله بوقت وجيز بعد أن حصلنا على التشجيع من قبل الجميع، وبعد الوصول سجلنا وصولنا وحصلنا على الميداليات والشعارات، وقمنا بعمل بعض الاستعراضات الجميلة التي أجبرت الإعلاميين من خارج المملكة لمحاولة مقابلتنا وتصويرنا، والحديث معنا، عن هذا المشروع الرياضي وغيره من الأشياء الأخرى، لكن إعلامنا المحلي للأسف غير متواجد حتى أصحاب السنابات الذين أزعجونا بنقل الدعايات لم يكن لهم تواجداً مطلقاً، وبعد الانتهاء انصرفنا إلى مزرعة صاحبنا -جزاه الله خيراً- وتناولنا طعام الغداء، ومن ثم افترقنا كل بوسيلته ومكانه الذي سيرجع إليه.. عموماً الرحلة كانت ممتعة وجميلة وأرجو أن تتكرر مرة أخرى.