كهوف المملكة العربية السعودية ويطلق على أنواع منها الدحول أو الغيران، هي فجوات أو تجاويف جبلية أو أرضية، تنتشر في مناطق متعددة في المملكة العربية السعودية، وتأخذ أشكالاً مختلفة. وقد تكونت تلك الكهوف نتيجة عوامل جيولوجية متعددة، ويقدر عددها بالآلاف، غير أن المكتشف منها حتى الآن لا يتجاوز المئات.
تنوع الكهوف الموجودة في السعودية إلى كهوف جبلية وهي عبارة عن مغارات وتجاويف في المرتفعات الصخرية والجبال، وأخرى أرضية تسمى الدحول، وهي منخفضات تأخذ أشكالاً وأحجامًا مختلفة وتكونت خلال الفترة المطيرة، وكانت تستخدم كموارد للمياه. وتختلف أحجام تلك الكهوف بين مساحات صغيرة جدًا تكاد لا تتسع لشخص واحد وبين ممرات تمتد لعشرات الأمتار أو أكثر.
تنتشر الدحول فيما يعرف بالغطاء الرسوبي الذي يمتد لأجزاء واسعة من المملكة العربية السعودية، وهناك الكهوف التي نشأت عن البراكين القديمة وتكثر في مناطق الحرات وتعرف بالكهوف ذات الأشكال الأنبوبية، ويضاف إلى ذلك الكهوف البحرية التي تتوزع على ساحل البحر الأحمر.
يتجاوز عدد الكهوف المكتشفة 300 كهف تقع غالبيتها في المنطقة الوسطى شمال الرياض، والصمان في المنطقة الشرقية، وفي منطقة الحرات، ومن أبرز الكهوف المكتشفة كهف شعيفان أو الشويمس، ودحول عين هيت، وكهف أم جرسان.
أنشئت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في عام 1420ه بالقرار الصادر من مجلس الوزراء رقم (115)، وترتبط الهيئة بوزارة البترول والثروة المعدنية، ولها شخصية اعتبارية، وتتمتع بالأهلية الكاملة لتحقيق التنظيم الخاص بها.
وقد بدأ النشاط الرسمي لاستكشاف الكهوف والمغارات الصحراوية في السعودية عام 1980 بدراسة خرائط قديمة توضح آبار المياه الطبيعية المتجمعة حول قرية المعاقلة التي تقع شرق صحراء الدهناء على قمة طبقة واسعة من الحجر الجيري والدولوميت معروفة باسم متكون «أم رضمة».
وقام المستكشفون بعد استعانتهم بدليل من أبناء المنطقة باستكشاف تلك الفجوات بصورة منتظمة، وكانت جميع الممرات الأفقية مسدودة بالرمل، مع عدم وجود أي علامة لمتكونات الحجر الرملي التي كانوا يأملون مشاهدتها.
وبنهاية هذه الاستكشافات التي امتدت حتى عام 2000م أصدرت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية التي دعمت هذه الاستكشافات كتاباً مصوراً عنها بعنوان «الكهوف الصحراوية في المملكة العربية السعودية».
أشهر الكهوف والمغارات
في المملكة:
1- غار حراء (الغار الأعظم):
يقع الغار في أعلى جبل حراء أو «جبل النور»، شرق مكة المكرّمة، ويصل ارتفاع الجبل إلى 634 متراً ويتميز بانحدار شديد، بينما تبلغ مساحته 5.25 كيلومتر مربع. وطريق الوصول إلى الغار وعرة للغاية، فما من دروب معبّدة، ولكن طرقات حجرية أنشئت على مرّ القرون، ويتكوّن مدخل الغار من صخور كبيرة متراصة فوق بعضها البعض وبينها فجوة صغيرة ضيّقة يصل طولها إلى ما يقارب ثلاثة أمتار.
2- كهف شغفان (أكبر الكهوف):
من أكبر الكهوف في السعودية، ويبلغ طوله 2 كيلومتر، بينما يصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار، وينخفض حتى يصل إلى عمق 800 متر تحت الأرض.
3- دحول عين هيت «الغوص في الصحراء»:
تقع في جنوب شرق مدينة الرياض بالقرب من مدينة الخرج، وتعتبر مدخلاً لخزان ماء جوفي واسع يقع على عمق كبير تحت سطح الأرض، وأشهر هذه الحفر هي «عين هيت»، حيث اكتشف الجيولوجيون أول اكتشاف سطحي لصخر الأنهيدريت في المملكة، عندما كانوا في نزهة، ثم زار عدد من مستكشفي الكهوف من ذوي الخبرة «عين هيت» مع معداتهم الثقيلة، ووصلوا إلى حافة بحيرة تقع على مسافة 120 متراً تحت السطح، وباستخدام أجهزة التنفس استكشفوا الممرات المغمورة بالمياه الصافية
4- كهف درب النجم «نجم الجزيرة»:
تكون بسبب سقوط نجم على الأرض، وكون الحفرة التي سميت الآن بـ «كهف نجم»، ويوضح كذلك اعتقادات السكان المحليين حول تكوين هذه الحفرة الكبيرة؛ كونه قائماً في صحراء المجمعة الشرقية.
ويتكون هذا الكهف من تجويف واحد يصل كل من عمقه وقطره إلى نحو 100 متر، حيث يشعر من يحاول النزول إلى داخل هذه الغرفة الكبيرة بواسطة الحبل كأنه عنكبوت معلق على شباكه. فعند الوصول إلى الأسفل، يفاجأ المرء بشعاع الشمس اللامع البراق مضيئاً الظلمات ومنصباً على أجنحة حمام الصخور المحلقة عالياً.
5-كهف السحالي «الكهف المضيء»:
يستمد هذا الكهف اسمه من العديد من السحالي التي تتجول حول سقفه، وهذه المخلوقات مفيدة للإنسان لأنها؛ تتغذى على الذباب الرملي الذي يحمل البكتيريا التي تسبب مرض «اللشمانيا»، وهو مرض فتك بالكثير من البدو الذين يقطنون هضبة الصمان، وتستدعي زيارة الكهف الزحف على الأيادي والساقين، وهو أمر غير شاق نظراً للطبيعة الرملية لأرضية الكهف.
6-كهف الطحلب:
تم اكتشاف هذا الكهف بالصدفة عندما كانت مجموعة من المستكشفين تبحث عن مصباح كشاف في أحد الطرق الفرعية، ولفت أنظارهم وجود طبقة من الطحلب الأخضر الناصع، وهي ظاهرة لا يتوقع المرء أن يشاهدها في صحراء قاحلة، وتم اكتشاف عالم مزخرف من الستائر البلورية المتشابك، ومجموعات دقيقة معقدة من الترسبات المتعرجة، كما اكتشف أحد أهم مكونات الكهف، والتي هي عبارة عن هابط طويل للغاية أطلق عليه اسم (الحبل) الذي تقطع بعد فترة وجيزة من اكتشاف الكهف.
7-كهف المفاجأة:
المفاجأة هي من تسببت في اكتشاف هذا الكهف الذي يوجد ضمن دحول الصمان، ويعتبر دحل المفاجأة واحداً من أكبر وأجمل الكهوف التي تم اكتشافها في السعودية.
8- اكتشاف «دحل سلطان»:
في أوائل الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي، علم عدد من مستكشفي الكهوف أن عدداً كبيراً من الدحول (الكهوف) تتركز حول قرية صغيرة تسمى «المعاقلة» تقع بمحاذاة صحراء الدهناء، وجد المستكشفون أن العديد من الممرات الكهفية مسدود بالرمال المتحركة، ولكنهم عثروا على حفرة صغيرة يهب من داخلها تيار قوي من الهواء الدافئ الرطب، وتم اكتشاف الكهف الكبير.
9- كهف براد الشاي.
10- دحل المربع «كهف العظام».
11- كهف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
** **
- د.فهد بن عبدالرحمن السويدان