فهد بن جليد
(عشاق في محنة أم فئران في مصيدة)؟ على الأزواج اختيار (الشق الأنسب) من القاعدة السابقة، لحياتهم في الحجر الصحي الذي تعيشه مُختلف المُجتمعات العالمية، الباحثون في حل (النزاعات الأسرية) يقولون المسألة ليست عطلة (نهاية أسبوع) تقضيها في المنزل مع أسرتك وأنت تنظر إلى صباح يوم الأحد، إنَّه اختبار حقيقي صعب وقاس يخوضه الأزواج للبحث عن طُرق التعايش بسلام وهناء مع أقرب الناس إليهم في وقت لم يختاروه، ولم يبدو فيه الاستعداد للبقاء مع الشريك وأفراد الأسرة في مكان مُغلق ومُدة غير مُحدَّدة، المنزل هو المنزل والجدران هي الجدران، ذات التفاصيل اليومية، ونفس الوجوه، مع تزايد ضغوط الحرمان من كل أنواع المُتعة والتسلية واللذة والتنفيس التي يجدها الأشخاص خارج المنزل في الأوقات العادية، إنَّها (قنبلة موقوتة) قد تكون آثارها المستقبلية في بعض البيوت أكبر من (كورونا) ذاتها.
أكثر من (2 ملياري) شخص حول العالم يلازمون منازلهم الآن، خوفاً من تفشي الفيروس، يبدو هذا الحل الوحيد فلا خيار آخر للبقاء بسلام وحماية عائلتك من تحديات المرض (التجربة الصينية) تحت المجهر، لذا نصيحتي (لكل زوج) الهدوء والسكينة والتحلِّي بالصبر والروية، والبحث عن الإيجابيات والمُشتركات وتسليم كل أنواع الأسلحة، فلا غالب في حرب (داحس والغبراء) التي ستدور رحاها في ثنايا منزلك طوال مُدة الحجر الصحي، تذكر (يا جهبذ) أنَّك الخاسر الأكبر (كورونا يلوح من أمامك في الخارج، وزوجتك المصير من خلفك في الداخل)!
ما يحدث في بعض البيوت هو اختبار حقيقي لقدرة الأزواج على التحمّل في زمن (نبش الحقائق) ومحاضر التحقيقيات المفتوحة، وتذكر الأحداث والمواقف الشخصية للمُحاسبة في الوقت الخاطئ بين أفراد العائلة الواحدة، والسبب طول وقت الفراغ، وعدم وجود برامج مُسلية، وتظاهر بعض الأزواج (بالفذلكة) فيما لا يعنيهم في المطابخ ونحوها، ومُحاولة بسط كل زوج (رجل أو امرأة) نفوذه على المنزل في ظل عدم تقسيم وتقاسم الأدوار بين أفراد العائلة، إضافة لعدم إنهاء الملفات المُعلّقة وتركها مفتوحة بحجة الانشغال في حياتنا العملية والعصرية سابقاً، فرغم أن الأزمة لم يمض عليها عالمياً سوى (أسابيع قليلة)، إلا أنَّ عدد طلبات الطلاق والانفصال في الصين وحدها بالمئات على غير العادة -بحسب صحيفة ديلي ميل- وعلى مستوى العالم يتوقَّع ارتفاع مُعدلات الانفصال بنسبة تتجاوز (41 بالمائة) قبل الحجر الصحي، بسبب النقاشات والضغوط النفسية، فلنجعل من الحجر المنزلي وقتاً للتعاون وإعادة فهم بعضنا البعض بشكل صحيح، فالخطر واحد والمصير مُشترك، ولنعمل سوياً حتى لا تتحقق مقولة العنوان أعلاه (كورونا وخراب بيوت).
وعلى دروب الخير تلتقي.