سألني صديق مقرَّب لي: يا سعلي ما رأيك في تفاعل المثقفين في جائحة كورونا؟
الحقيقة إني أطرقت رأسي محوقلاً لأن تصفَّحت أغلب المواقع على التواصل الاجتماعي فرأيتها بعيدة عن هذا التفاعل إلا قِلّة!
وأنا أتفق مع أغلبهم!
قال لي مندهشًا: تتفق معهم!
طبعًا أتفق، فالمثقف هواه بحر وتنفّسه نبع.
وكتابته ساحل من الإبداع والوطن بكل الأحوال هو شريان قافيته وميزان ثقافته، فهو حينما يكتب نصًا أدبيًا يحاول أن يخرج من شبكة كورونا القاتلة، الجاثوم العالمي، فحين يتعاطاه حرفًا ولغة وإبداعًا يحاول أن يفرّ منه إليه.
قال كيف؟
قلت: السؤال كل المبدعين في بيوتهم، فأين دور الأندية الأدبية التي أقفلت أبوابها احترازيًا؟
هنا قفز صديقي كملدوغ بأفعى: والله معك حق.
هذا صحيح فما دورهم؟
أقترح على وزارة الثقافة أن تكون هناك منصّة رقمية قناة تواصل بين المثقفين ومرتادي الأندية الأدبية في تويتر فيس بوك... وتطرح فيها مسابقات مثلا #الحرف_في_مواجهة_كورونا.. شِعْر وقصة ومقالة وفن تشكيلي ومسرح. كل ذلك عن طريق شبكات التواصل الرقمي. وتكون هنا لجنة محكمة لكل هذه المسابقات.. هاه ما رأيك؟
قال صديقي:
وأنا لديّ طرف عِلْم من مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الشاعر محمد آل صبيح حول فكرة تم طرحها من قبل فنون جدة على جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في عمادة شؤون المكتبات ونادي جدة الأدبي وملتقى مكة الثقافي للعمل وفق الظروف الحالية وتفعيل دورنا الثقافي..
بإطلاق مبادرة اللغة في قلب الحدث بمسابقات في ثلاثة محاور: الشعر والقصة القصيرة والقراءة، وذلك من خلال إتاحة منصة اوديو كتاب منصة إلكترونية تفاعلية تضم كل ما هو مفيد من كتب للمشاركين للتسجيل فيها واختيار الكتب للقراءة ثم تقديم ملخص صوتي عن الكتاب، وكذلك المشاركة بتسجيل قصيدة وقصة تدور حول الجائحة العالمية ودور المملكة الفاعل، إلى جانب إتاحة آلاف الكتب للجهات المختصة في وزارة الصحة للاستفادة منها وتوزيعها على المعتزلين في المحاجر.
قلت: بادرة رائعة وبإذن الله تتحقق. ودَّعي صديقي وهو يقول لي ضاحكًا:
يا أخي أنت معك (غزلة) في رأسك!
المقال القادم بإذن الله
مفردة الْغَزْلة جنوبيا ... المفهوم بكونه إبداعا
** **
- علي الزهراني (السعلي)