سهوب بغدادي
لا تخلو أي عائلة في المملكة من شخص منها مبتعث إلى الخارج؛ إذ يعد التعليم إحدى أهم ركائز تطور وازدهار الدولة، بما له من آثار مباشرة وغير مباشرة في أكثر من نطاق حيوي تماشيًا مع تطلعاتنا لمستقبل واعد.
من هذا السياق عبَّر لي عدد كبير من الأصدقاء والزملاء في الخارج عن خوفهم من وجودهم في بلاد الابتعاث في ظل الأزمة الصحية الراهنة، والمتمثلة بانتشار فيروس «كورونا» المستجد.
إن مخاوفهم طبيعية في مثل هذه الحالات، وعلى وجه الخصوص هؤلاء الموجودون في بعض الدول ذات التحركات المتأخرة في مجال مكافحة والوقاية من العدوى، إلا أن البعض الآخر أُصيبوا بحالة من الذعر لعدم معالجتهم التدفق المعلوماتي الهائل للموضوع خلال فترة وجيزة. فعندما يكون المؤثر غير مسؤول عن طريق بثه المعلومات والمقاطع المصورة وما إلى ذلك دون التحقق من مصداقية المعلومة سيترك خلفه شريحة كبيرة من المتابعين في حيرة وخوف وتخبط؛ لذلك يتوجب على كل شخص ذي تأثير أن يعتمد على منهجيات إعلام الحرب والأزمات، والالتزام بالأُطر المتفق عليها بغية إيصال الرسالة بشكل جلي دون التسبب في تشويش الجمهور المستهدف. وأبسط مثال على الهلع الجماعي ما رأيناه في أعقاب انتشار مقاطع لسفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا السفير عصام عابد الثقفي، وهو يقف بين المواطنين في المطار المكتظ؛ ليقوم بطمأنتهم، وتأكيد وجوده معهم إلى أن يسافر آخر شخص منهم. أليس التجمهر والتجمع بهذا الشكل في مكان مغلق كالمطار مدعاة للقلق والخوف من انتشار الوباء؟ من هنا تتجلى الوقاية في مثل هذه الأيام كأفضل وسيلة ممكنة للحد من تبعات الأزمة؛ فكلنا مسؤول، سواء كنت داخل أو خارج الوطن، إلا أن وجودك خارج الوطن يجعل هذه المسؤولية أكبر بالالتزام بقوانين الدولة، واتباع الإجراءات الوقائية؛ فالمواطن في الخارج سفير للوطن بعكسه صورة إيجابية عن وطنه.