صحونا على لحظة حرجة، ونقطة تحوُّل، أدت إلى أوضاع جديدة، تتسم بعدم الاستقرار، وتُحدث نتائج تحتاج لمهارة عالية لإدارتها بوقت قصير، والتصدي لها. هو تحدٍّ لجميع دول العالم أمام فيروس غيَّر خارطة الأحداث، وصنع خلخلة في النظام العالمي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والديني، وزعزع مفاهيم عدة، وخلق ثقافة جديدة.
الجميع في قلق وهلع وخوف، وتوقفت الحياة الطبيعية والشعب يصحو كل صباح يتابع التحديثات بالعالم.. فكانت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في وقتها؛ فقد كان الشعب بحاجة إلى سماع صوته -حفظه الله- ولحديث منه، يبعث الطمأنينة، ويرفع الإيجابية؛ إذ اشتملت الكلمة على مضامين مهمة بالتشديد على استمرار المملكة في اتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة لمواجهة هذه الجائحة، والحد من انتشارها مستعينة بالله تعالى، وبكل الإمكانيات التي تملكها للمحافظة على صحة الإنسان، وتوفير كل ما يلزم للمواطن والمقيم من دواء وغذاء واحتياجات ومعيشة، وتأكيده مواصلة التكاتف والتعاون والروح الإيجابية، وتعزيز الوعي الفردي والجماعي، والالتزام بجميع التوجيهات والتعليمات والإرشادات في سبيل مواجهة هذه الجائحة، وأن المرحلة القادمة ستكون أكثر صعوبة على المستوى العالمي لمواجهة الانتشار السريع لجائحة كورونا.
حضور قوي، وكلمة اتسمت بالشفافية، مليئة بالرحمة والإنسانية، لامست قلوب المواطنين والمقيمين، شحذ بها الهمم، ونشر الطمأنينة في ساعات القلق، وكان حازمًا في صحة المواطن والمقيم، ويدعو للصبر والتفاؤل بذكر آية عظيمة {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}. وستتحول هذه الأزمة إلى تاريخ، يثبت مواجهة الإنسان واحدة من الشدائد التي تمرُّ بها البشرية.