العالم يعيش الآن صراع الحياة أو الموت مع هذا الوباء الجديد المسمى COVID19 كورونا الذي بدأ في الصين وانتشر تدريجيًا إلى دول العالم كافة بلا استثناء، ولقد تعاملت معه الصين بكل حزم وأغلقت على نفسها وشعبها أسابيع عدة كي تحتويه وتقلل الخسائر في الأنفس والأرواح والسيطرة على المرض بعدم انتشار الوباء في أنحاء الصين كافة، وقد نجحت الصين في ذلك إلى أن وصلت إلى مرحلة انعدام حالات الإصابة.
وبعدها - مع الأسف - انتشر في جميع أنحاء العالم وتفاوتت عدد الحالات من بلد إلى آخر حسب التعامل مع الوباء أو الاحترازات التي قام بها كل بلد. ونحمد الله أن ما قامت به المملكة من احترازات أولية من تعليق المدارس والجامعات والمجمعات التجارية حتى الصلاة في المساجد قد خففت من تفاقم الوضع خلاف بعض الدول التي تساهلت في التعامل مع الحدث مما تسبب في انتشار الوباء بشكل أدى إلى شبه حجز المدينة أو البلد لمدة شهر كي يتم السيطرة عليه وعدم تفشي المرض بين المواطنين، ولكن هذا البلاء الذي نرجو من الله أن ينجلي عنا وعن بلادنا - إن شاء الله - بأسرع وقت ممكن، علينا أن نستفيد من هذا الوباء وما نتج عنه من شل للحركة العملية والاقتصادية والتجارية، فربما هي تكون صرخة يقظة (Wake up call) لنا للاستفادة مما أصاب الأمة من الاعتماد الشبه كلي على ما تنتجه الصين من جميع احتياجاتنا بل العالم كله، وأهميه وضع البدائل المتاحة من المنتج الوطني وخلافه في حال حصل التوقف عن الإنتاج في منطقة الوباء، والاستثمار الأمثل للمنتج الوطني وإعطائه الأولوية في السوق المحلية ودعمه كي يكون بديلاً للأجنبي تلافيًا لما قد يحصل من توقف الاستيراد، بالإضافة إلى وضع الخطط البديلة فيما يسمى الخطط البديلة وهي في الواقع أكبر مثال حي بالنسبة للمملكة وحسن تعامل كافة أجهزة الدولة مع هذا الوباء الذي ما زلنا في عمق الأزمة -وإن شاء الله- تعدي على خير في ظل جهد حكومة خادم الحرمين الشريفين وتوجيهات سمو ولي العهد الأمين، حفظ الله مملكتنا الحبيبة من كل داء وألبسها ثوب الصحة والعافية، ولعل ما حل بنا من داء من الكورونا يكون صرخة يقظة لنا والاستفادة منها واعتبارها درسًا يمكن الاستفادة منه، وهي بلا شك مرحلة من أصعب المراحل التي تمر على البشرية في عصرنا الحاضر ومدى كفاءة الإنتاج والاستعداد للتعامل مع خطة إنقاذ واحتواء والبدائل المتاحة وإعادة التقييم بعد انتهاء الأزمة -إن شاء الله- كي نستفيد مما عمل من خطط وإستراتيجيات ومقارنتها بالواقع بعد انجلاء الأزمة بإذن الله.
** **
aaskar56@hotmail.com