في هذا الوقت العصيب الذي يمرُّ به العالم رأينا وطنًا كان جميلاً، ولكننا رأيناه اليوم كأجمل ما يكون الوطن في حرص قادته، وعزيمة أبنائه، وتعاضد شعبه يدًا بيد مع حكامه.
وبإذن الله ستنجلي هذه الغمة والوطن أرسخ وأكبر، والعلاقة بين القادة والشعب أقوى وأمتن.
بلدٌ يمرُّ الماءُ من خلجاتِه
تجد الحياة تجيش في كلماتِهِ
أصغى لها ولدٌ يناغي حُلْمَهُ
في قلبه المخضرِّ من نيَّاتِهِ
ينساب من عينيه حلمٌ غابرٌ
متبتلاً لله في حرماتِهِ
فهناك شيخٌ راكعٌ وصبيَّةٌ
فكت ظفائرها على وجناتِهِ
الله والوطنُ التقاءة عاشقٍ
كانت وكان الحبُّ في خلواتِهِ
النخل رمزٌ غائرٌ في الذات كم
معنىً يجلي الله في نخلاتهِ
والوالدات المرضعات حليبَه
عامينِ طفل الأرض في رضعاتِهِ
إطلالةُ التاريخِ كانت ربما
من قبة الأيام في شُرفاتِهِ
وأتى وكل العابرين أهلةٌ
في فجرهِ المبيَضِّ أو ليلاتِهِ
وكأنه الفلَكُ المهيمنُ أمرُه
قد دار بالأيامِ في دورَاتِهِ
وكأنه الدنيا تقول لأهلها
كونوا على اسم الله في وثَبَاتِهِ
قد كان مثل السنديانِ معمِّراً
والخالدون اليومَ من فلذاتِهِ
فاسمع معي إن كنت في شكٍ
أزيزًا ما يدك الأرض في صهواتِهِ
أتراك تعلم قدرَه وتحبُّهُ
أم أنكَ الجاني على علاتِهِ
فانظرْ هنالكَ كم يد قد جللتْكَ
ببرها وسقتك ماءَ حياتِهِ
يعلو ولا يُعلى عليه ولن ترى
إلا النجوم الغرَّ في عرصاتِهِ
أحببته حب الوليد لأمهِ
وتركتُ من خلفي مقال عداتهِ
وطنٌ ترامى فيه وقع نبوءةٍ
سدلت وشاح الأنبياء بذاتِهِ
ينسل من عينيهِ فجر ملاحمٍ
سُطرت روائعُها على صفحاتِه
وأتيتهُ لا شيءَ يعدله ومصباحي
كنور الله في مشكاتِهِ
أنا نمت في كفيهِ أحلم مرةً
بالشاعر الضليلِ في فتياتِهِ
فرأيته نحوي يجيء كأنَّهُ
لعليَّ قد ألقى بتعويذاتِهِ
أنا بعضه الحاني عليه وكلّهُ
أنا لحظةٌ بيضاءُ من لحظاتِهِ
أنا أغنيات السفحِ مزمار الرعا
ة السمرِ قد مروا على قسماتِهِ
حصنته وطنا تقدس سرهُ
في شعبهِ وبُناتِهِ وحماتِهِ
يا أيها المشتدُّ فينا صاعدًا
متوجها للمجدِ في سمواتِهِ
أنت ابن سلمان العتيدِ كأنما
قد كنت من أخلاقهِ وسماتِهِ
أنا في صميم الضارعات لربهم
رغَبًا إلى المولى بحسن هباتِهِ
ألا يُري الأرض الجميلة سيئًا
بحنانهِ وجمالهِ وصلاتِهِ
** **
- شعر/ خالد الغيلاني