د. عبدالرحمن الشلاش
بعض الظرفاء من أبناء الشعب المصري الشقيق حولوا اسم كرونا إلى مكرونة وذلك على سبيل النكتة وخفة الدم. للأسف هنا لدينا نوعيات وإن كانوا قلة لا يفرقون بين كورونا الفيروس الخطر الذي سبب القلق والهلع في كل دول العالم وبين المكرونة النعمة التي يملؤون بها بطونهم.
واحد يقول مكرونة والثاني كأرونه أو كيرونه، هذا لم يتقن نطق الاسم فكيف تتفاءل بأنه سيكون لديه إلمام بالمرض الذي يسببه كورونا الفيروس الذي أقض مضاجع البشر. رغم كل الجهود العظيمة التي تبذلها الحكومة السعودية خاصة في الجانب الصحي ممثلة بوزارة الصحة، والتوعية المستمرة وكمية المعلومات الهائلة التي تضخ على مدار الساعة إلا أن هناك فئة لا مبالية ويهونون الأمر ويظهرون عناداً أمام بعض الإجراءات والدليل كشف بعض المجموعات يصلون جماعات في الحدائق أو خارج المساجد بعد إغلاقها وكأنهم أحرص على دين الله من علماء الدين الكبار أو قبل ذلك أحرص من ولاة الأمر، ولا يعلم بعضهم أنه قد أغلق قبل المساجد الحرمان الشريفان وأوقفت العمرة وهي إجراءات احترازية رأتها الحكومة خوفاً على شعبها من انتشار الفيروس وتزايد الحالات، لذلك لم تتردد في تعليق الدراسة وكذلك العمل في كل القطاعات تم إيقافه إلا لبعض القطاعات الهامة، رغم ذلك تظل عقول المكرونة في فكرها الذي لا يواكب الفكر العالي للحكومة بأجهزتها المختلفة ومعظم شرائح المجتمع الواعية والمدركة، بل إن كثيرين أبدوا استعدادهم التام للتطوع في أداء أي مهام يطلب منهم تنفيذها، وهناك رجال أعمال أبدوا استعداداً كبيراً لتقديم فنادق لحجز المصابين والمرضى، وهذه نماذج من أبناء الوطن يقدرون الظروف ويقفون مع وطنهم إن احتاج إليه، وكل مواطن يقف إلى جانب حكومته ومجتمعه في هذه الظروف الراهنة التي تجتاح العالم بأسره.
أحد المنتمين للفكر المكروني مدّ يده ليسلم عليّ فقلت له السلام نظر، سخط وغضب واتهمني بالوسوسة رغم أني أوضحت له أن هذه تعليمات وزارة الصحة ويجب علينا جميعاً الالتزام. مشكلة هؤلاء أنهم يهونون الأمور ويؤثرون على من هم حولهم من البسطاء ويؤلفون قصصاً معظمها من وحي الخيال مثل أن ما يحدث لا يعدو كونه مؤامرة من الغرب، أو أنه عبارة عن غاز وخزعبلات لا يتسع المقام لسردها خاصة والعالم متجه بقوة للوقوف أمام الوباء الذي تسبب حتى الآن في وفاة أكثر من أربعة عشر ألف إنسان في العالم وإصابة أكثر من ثلاثمائة ألف.
عند تطبيق منع التجول يوم الاثنين وفي أول ليلة رصدت بعض التجاوزات رغم التوعية التي سبقت التطبيق، وكلهم من الذين لا يفرقون بين كورونا والمكرونة.