منذ بدء الإصابة بمرض فيروس كورونا المتحول 19، شهد بحثا كثيفا عن معلومات عن أسبابه وعلاجه في سباق محموم حتى استباح الجميع الحديث عنه، واستقطب ذلك حديثا من الأطباء مهما كان تخصصهم، وبين صيادلة ونجوم إعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وكانوا يفتون وينظرون عن هذا الفيروس الذي يبذل العلماء في مختلف دول العالم البحث عن خصائصه وطرق علاجه ولم يصلوا إلى نتائج حاسمة بعد مثل أصحابنا أعلاه، بل تعداه بعضهم في ادعاء علاج طبيعي له بين خلطات وأعشاب وبهارات أقرب إلى صحن سلطة أو طبق فول في تضليل مضر لمتابعيهم، ومع انتشار واتساع رقعة الفيروس، بدأت مرحلة غربلة المعلومات واكتشاف زيف الكثير منها، لا سيما مع مطالبة الجهات الصحية باتباع التعليمات الرسمية بعيدا عن شائعات وسائل التواصل الاجتماعي، وظهر لنا في وسائل الإعلام المحترمة مختصون من الأطباء في الأمراض المعدية والفيروسات والأمراض التنفسية الذين يقدمون المعلومات العلمية الصحيحة.
ولكن لم يختفِ مروجو الإشاعات عن المشهد، وبدأوا نظرية المؤامرة، وتحولوا إلى البحث في التاريخ عن كل خبر أو لقطة من مسلسل أو فيلم، ليؤكدوا نظرية المؤامرة واكتشافها مع بث هذه المقاطع أو الآراء أو الحكايات لدعم وجهة نظرهم مع تزوير وتحريف الكثير من المعلومات والترجمة الخاطئة وتحول فيروس كورونا المستجد 19 إلى جمل سقط بين أيديهم فكثرت سكاكين افترائهم وزيف معلوماتهم عليه.. مع استمرار سقوط كثير من نجوم الإعلام الجديد بطريقة تؤكد أهمية ضبط إيقاع هذه الوسائل حتى لا تشوه مجتمعاتهم وتبث معلومات مضرة ومحبطة، وقد كشفهم فيروس كورونا على حقيقتهم وسطحية تعاطيهم مع أزمة تستنفر جهود الدول والعالم للتحذير منه واتباع التعليمات حتى لا يتحول إلى كارثة يصعب السيطرة عليه، داعين الله أن يقينا شره وينجي البلاد والعباد منه وتكون درسا لنا باستقصاء المعلومات فقط من الجهات الرسمية وأتباعها لحمايتنا ومن نحب من أي مكروه.
** **
@AtiaAkilan