خالد بن حمد المالك
نؤمن بالله نعم، بقضائه وقدره نعم، بما نبتلى به نعم، لكننا نحزن لما آلت إليه بعض نتائج (كورونا)، ويبلغ الحزن مداه حين يصيب هذا المرض في الأسرة الواحدة أعداداً من المصابين، وبالتالي يضعهم تحت رحمة الله وهم يتلقون العلاج الشافي إن شاء الله.
* *
لقد حدث ما لم يكن في الحسبان، تسلَّل المرض إلى مئات الآلاف، وانتشر بهذه الأعداد الهائلة، بسبب سهولة انتقاله بين القارات، وتأخر ظهور أعراضه على المصابين، وكان التعامل معه - مع الأسف- على مستوى العالم بأقل قدر من العمل المبكر الجاد لمواجهته كمرض مفترس، يصيب ويميت أو يشفى منه من كانت حالته معه إيجابية.
* *
كيف لا نحزن، ولا يصيبنا الشعور بالخوف والهلع، حتى مع التسليم بإرادة الله، وبيننا من الأحباب والأقرباء من كانوا عرضة لهذا المرض، أو أنهم قد يكونوا كذلك في المستقبل، بل ومن يضمن أو يدري أنه لن يكون من بين هؤلاء من سيتم اكتشاف وصول هذا الفيروس إلى أجسامهم الطرية.
* *
هناك عمل كبير يجري ويتم في المملكة، لإنقاذ من كانوا عرضة لـ (كورونا)، عمل تميز باصطفاف الجميع لبذل الجهد، وتوفير الإمكانات، والحيلولة دون أن يُصاب أحد بسوء، وأن تكون هذه الأعراض أشبه بسحابة صيف سرعان ما تزول.
* *
لا ألوم من كانت حالته تشير إلى أنه مصاب، حين يمسه الخوف، ويؤثِّر في أهله مرارة المزاج، فالعافية والصحة ليس هناك ما هو أجمل منها في الحياة، ولا بديل ولا أمتع منها في أجوائنا وأجواء من نحب، وبدونها لن تكون أحوالنا إلا كدراً وضيق صدر.
* *
إلهي، يا من إذا دعوناك أجبت، ارحمنا برحمتك، واشف مرضانا، واجعل لمن أصيب منا ما أصابه أجراً وعافية، وأعدهم إلى حيث كانوا، لأهليهم، لفلذات أكبادهم، فأنت القوي وهم الضعفاء، عاجزون، بدون رحمتك، قلقون وخائفون وحزانى، من غير أن يتم فرجهم وشفاؤهم بقدرة رب كريم عظيم، فاللهم لا ترد لنا دعاء، وأقبل توسلنا إليك، فأنت إلهنا، فاجعل -يا رحمن يا رحيم- ما أصابنا تكفيراً لما تعرفه من أسرار عنا، فأنت أدرى بتقصيرنا، وأعرف بحاجاتنا إلى رحمتك وتسامحك وعفوك ومغفرتك.