أحمد القرني - «الجزيرة»:
أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي أمس أن المملكة سجَّلت 205 حالات جديدة بفيروس كرونا، تُضاف لما تم إعلانه سابقًا؛ ليصل العدد الإجمالي 767 حالة مؤكدة. ومن بين هذه الحالات 119 حالة، أكثر من نصفها ارتبطت بالسفر والقدوم للمملكة من الخارج؛ وتم عزلها منذ قدومها ودخولها من المنافذ في المملكة؛ وهذا يعطي أهمية الثمار التي تم جنيها من الخطوات الاحترازية المبكرة لعزل الحالات صحيًّا منذ قدموها للمملكة؛ وبالتالي ظهور هذه الحالات تحت السيطرة والمراقبة والمتابعة الصحية بشكل استباقي.
والحالات الأخرى الـ 86 حالة كانت ما بين 43 حالة لحالات مخالطة إيجابية، تم إعلانها سابقا. هذه الحالات أيضًا بشكل مسبق كانت تحت المتابعة والمراقبة الصحية، وثبت أنها مخالطة لتلك الحالات الإيجابية والمؤكدة بالإصابة بالفيروس؛ وتتلقى الآن الرعاية الصحية اللازمة؛ وهذا يؤكد مجددًا أن المخالطة للحالات أمر مهم جدًّا، قد ينتج منه -لا قدر الله- الإصابة بالفيروس. وقال: أشدد للجميع على البعد عن التجمعات، مع العدد المحدود أو العدد الكبير؛ فإنه خطير جدًّا. والعدد المحدود داخل المنازل أو خارج المنازل أمر خطير جدًّا، ونحذر الجميع منه.
وبقية الحالات هي قيد الاستقصاء الوبائي. وهذه الحالات الجديدة التي تم إعلانها توزعت في عدد من مدن المملكة على النحو الآتي:
في جدة 82 حالة، والرياض 69 حالة، والباحة 12 حالة، وبيشة 8 حالات، ونجران 8 حالات، وأبها 6 حالات، والدمام 6 حالات، والقطيف 6 حالات، وجازان 3 حالات، والخبر حالتان، والظهران حالتان، والمدينة المنورة حالة؛ وبذلك يصل العدد الإجمالي في المملكة منذ بداية تسجيل الحالات إلى 767 حالة، معظمها وضعها الصحي مطمئن ومستقر، ويتم تلقيها الرعاية الصحية بالشكل المناسب والمعايير والأدلة العلاجية, و3 حالات من بينها هي حالات حرجة صحيًّا, فيما تم تسجيل حالة وفاة واحدة، وهي الحالة الأولى المسجلة، وهي لمقيم أفغاني، بلغ من العمر 51 عامًا، سُجلت في المدينة المنورة, وتقدم للحصول على الرعاية الصحية في قسم الطوارئ، وكانت حالته متأخرة صحيًّا، وتدهور وضعه الصحي بشكل متسارع، وتوفاه الله ليلة أمس.
الحالات المتعافاة -بحمد الله- ارتفعت، ووصلت لـ28 حالة. ونتمنى لمن يتلقون الرعاية الصحية وهم مصابون بهذا الفيروس السلامة والشفاء والعافية.. ونواصل التشديد للجميع على أهمية التقيد بالنصائح والإرشادات والتعليمات الصحية، وأهمها ما يتعلق بالسلوكيات الصحية والنظافة الشخصية ومداومة غسل ونظافة اليدين، والالتزام بالبقاء في المنازل, وعدم الحضور لأي تجمعات أو اجتماعات قدر الإمكان.
ونشدد على من تظهر عليهم أي وعكة صحية بالمبادرة وسرعة الحصول على الخدمات الصحية والمشورة الطبية، سواء من خلال الاتصال بالرقم 937، أو من خلال استخدام التطبيقات كتطبيق صحة، أو من خلال الوصول للمقار الصحية. ونتمنى الصحة والسلامة للجميع.
وأوضح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية المقدم طلال الشلهوب أنه مع بداية تطبيق حظر التجول في أنحاء المملكة كافة -بحمد الله- لا توجد ملاحظة تم رصدها, وقال: لمسنا من خلال تطبيق قرار منع التجول التزامًا عاليًا من قِبل المواطن والمقيم؛ وذلك يدل على إدراكهم أهمية هذا القرار. كذلك يعطي لنا نحن رجال الأمن دافعًا أكثر لذلك, ونأمل منهم المحافظة على هذا المستوى من الالتزام؛ لكي يتم قطع ومنع انتشار فيروس كرونا. ولا توجد ملاحظات، ولكن تم التعامل مع عدد محدود من المخالفات أثناء قرار منع التجول، وتم تطبيق التعليمات بحقهم مباشرة. كذلك رصدنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بعض المقاطع التي ظهرت تهون وتقلل من قرار منع التجول. وبفضل الله تعالى قامت الجهات الأمنية بضبط من قام بتصويرها، وتطبيق التعليمات بحقهم، كذلك من يسعى للتشكيك بقرار منع التجول، وعدم الالتزام به، وتصوير ذلك وقت قرار المنع، تم ضبطهم وتطبيق الغرامة والعقوبة الخاصة بتطبيق قرار منع التجول بـ10 آلاف ريال في المرة الأولى، وتُضاعف في المرتين الثانية والثالثة مع عقوبة السجن لما يزيد على عشرين يومًا. كما يتم تطبيق عقوبة مكافحة الجرائم المعلوماتية. ولدينا أكثر من حالة قُبضت، ورُصدت، وسيتم إعلان أي حالة مباشرة بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة عليهم.
وأهاب الشلهوب بالمواطنين والمقيمين للتصدي للشائعات، قائلاً: أنتم حجر الزاوية أولاً، وأنتم الأساس، وانتم من تقف لديهم الشائعة. عندما يتناقل شخص واحد شائعة، ويرسلها لأكثر من مجموعة، ستتضاعف وتتضاعف. كل جهة مسؤولة لديها حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي. لدينا وكالة الأنباء السعودية (واس)، وجميع البيانات لدينا يوميًّا يتم نشرها عن الحالات بكل شفافية عالية، ثم يأتي من يروج لبعض الشائعات ويتناقلها، وتصلني وتصلكم على جوالاتنا. دورنا اليوم المحافظة على الوطن لمنع هذه الشائعات, وأؤكد أنها سوف ترصد من الجهات الأمنية، ويتم تطبيق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بحق مرسليها.
وفي سؤال لـ«الجزيرة» عن كيفية التعامل مع الاستراحات والمخيمات المخالفة قال الشلهوب: تم تطبيق العقوبات كافة. بداية تم قرار المنع،
وتطبيق قرار من يخالف هذه القرارات.
وسؤال آخر لـ«الجزيرة» عن كيفية التعامل مع الشائعات والتواصل الاجتماعي فقال: أؤكد أن جميع الجهات الأمنية ستقف بكل حزم مع كل ما يُنشر عبر التواصل الاجتماعي، ويتم التأكد من صحته، وتطبيق العقوبات الخاصة بالجرائم المعلوماتية.
ومن جانبه، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة التجارة الأستاذ عبدالرحمن الحسين: منذ اليوم الأول لمنع التجول الفرق الرقابية وُجدت في منافذ البيع في مختلف مناطق المملكة. السلع فيها وفرة كبيرة جدًّا، والمخزون عالٍ, إضافة للتحقق من استمرارية الخدمات كافة المقدمة للمواطن من تموينات وهيبرماركت ومحال بيع اللحوم والدواجن الأسماك والخضار الفواكه والمخابز.. كلها مستمرة في تقديم الخدمة للمواطن والمقيم، سواء في أوقات السماح أو خارج أوقات السماح للتجول، وهي مفتوحة وتقدم خدماتها كافة عبر تطبيقات التوصيل الإلكتروني.
وبيّن الحسين أن الجهات الرقابية لوزارة التجارة والاستثمار قامت بـ3100 جولة، وهي منتشرة وتمارس أعمالها حتى في أوقات المنع للتجول. ومركز البلاغات يستقبل البلاغات والمخالفات على أي ملاحظة يراها المستهلك. وخلال الـ24 ساعة الماضية هناك 3300 بلاغ من المستهلكين، تمت مباشرتها فورًا, ونصف هذه البلاغات فيما يتعلق بارتفاع الأسعار على الخضار والفواكه والمعقمات والكمامات، وتم رصدها.
وشدد الحسين على أن التلاعب في الأسعار هو خط أحمر، لن تتجاوز عنه الوزارة أو تتغاضى عنه.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بالهيئة العامة للغذاء والدواء بالرياض عقب عقد اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع الصحي لفيروس كورونا ظُهر أمس اجتماعها الثاني والثلاثين برئاسة معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وحضور أعضاء اللجنة الذين يمثلون عددًا من القطاعات الحكومية ذات العلاقة؛ إذ اطلعت على التقارير والتطورات كافة حول الفيروس، كما جرى استعراض الوضع الوبائي للفيروس على مستوى العالم، والحالات المسجلة في المملكة، والاطمئنان على أوضاعهم الصحية، مع التشديد على استمرار تطبيق الإجراءات الوقائية كافة في منافذ الدخول وتعزيزها، واتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة.
ودعت الجميع للبقاء في منازلهم، وعدم الخروج إلا للضرورة.