فهد بن جليد
التعليم لم يتوقف (يوماً واحداً) عن أكثر من (ستة ملايين) طالب وطالبة في السعودية، مُنذ بدأ تعليق حضور الطلاب والمدرسين للمقار التعليمية ضمن الخطوات الاحترازية للحد من (فيروس كورونا)، الوصول إلى هذه المُعادلة ليس بالأمر الهين وسيظل (حلماً) تسعى لتحقيقه الكثير من الأنظمة التعليمية حول العالم، التي تسابق الزمن لفعل ما يمكن فعله، ولكن (المدرسة الافتراضية) وأنظمة التعليم الموحدة واقع سعودي نعيشه اليوم في (عصر كورونا)، بل ونفاخر به العالم لأنَّ المملكة استثمرت مُبكراً في صناعة جيلها الشاب، وجعل البنية التحتية له جاهزة وعلى أعلى مستوى، وهي تحصد اليوم ثمار خطواتها الموفقة.
الفكرة ليست في توفر التعليم (عن بعد) فحسب، بل في مواصلة التعليم عبر منظومة موحدة تضمن الحصول على المواد العلمية والتعليمية لجميع الدروس في كل أنحاء المملكة، وعبر خيارات واسعة تناسب مُختلف شرائح الطلاب وظروفهم، بنفس مستواها وكفاءتها التعليمية، عبر عشرات المُعلمين والمُعلمات الذين يغطون كافة المناهج الدراسية لمُختلف المستويات الدراسية، بل ويضمن كذلك توفير (بيئة تفاعلية) تضمن تواصل المعلمين والطلاب عبر أنظمة تقنية وبرامج وتطبيقات الهواتف الذكية. -أمس الأول- أتيحت لي الفرصة للتجول في أرجاء (المدرسة الافتراضية) في الرياض والتي تُعد مفخرة للتعليم، لمعرفة إمكاناتها الكبيرة والضخمة في ذات اليوم الذي وقف فيه كل من معالي وزير التعليم، ومعالي وزير الإعلام المُكلَّف، ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، على إمكانات المدرسة والفرق التعليمية المُكلفة (بحياكة) فصول النجاح المُشرفة تلك بكل دقة ونظام وكفاءة.
تم تحويل فصول المدرسة إلى (استوديوهات تلفزيونية) على أعلى مستوى بالتجهيزات التقنية، لتُبث من خلال شبكة قنوات عين (14 قناة تلفزيونية)، لضمان نقل شروحات الدروس مباشرة عبر جداول مُعلنة، مع إمكانية استعادة الشرح طوال ساعات اليوم، وهذه واحدة من المنصات التي توفرها وزارة التعليم للطلاب والطالبات ضمن منظومة التعليم الموحد، التي ستبقى بالفعل (قصة نجاح) تروى للأجيال القادمة على لسان رجال المُستقبل الذين يعيشونها اليوم وهم (طلاب وطالبات)، ليحفظ التاريخ للمملكة العربية السعودية أسبقيتها وتفوقها بتوفير كافة وسائل وأدوات استمرار التعليم بكفاءة (لأبنائها) بأفضل صورة.
وعلى دروب الخير نلتقي.