علي الخزيم
(رَثَعَ) عربية فصيحة تعني أن فيروس كورونا لا يزال يَرْثَع بالكرة الأرضية؛ أي يعدو هنا وهناك بحماس دون تبصُّر، وهنا لا يفوتني أن أشيد بالكلمة الضافية الشفافة البليغة المختصرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه؛ التي أكد خلالها للشعب السعودي الوفي وللإخوة المقيمين بأن الدولة أعزها الله حريصة على تحمل الأمانة وكامل المسئوليات تجاه الجائحة المتمثلة بانتشار الفيروس الخطير، وما يمثله من عبء على الوطن والمواطن من جوانب عدة، شأننا بذلك كبقية دول العالم التي تتعرض لمخاطره.
وحينما خاطب المليك الأمة بـ«أيها الإخوة والأبناء»؛ فإنه أجْمَلَ معاني الحب الصادق والوفاء الوارف للشعب الحبيب، وأشاد -حفظه الله- بالوقفة البطولية المخلصة من أبناء الوطن تجاه الأزمة الراهنة وتفهمهم لواقع الحال داخلياً وخارجياً، ومنح - أيده الله - القطاع الصحي وساماً رفيعاً حينما أثنى على الجهود كافة التي تبذل لمحاصرة الوباء ومكافحته بأرقى السبل وأعلى الإمكانات، وبخطط استباقية رائعة هي محل ثناء وامتداح العالم بأسره!
كلمات قليلة حملت تطمينات واثقة بعون الله للسيطرة على الأوضاع، وتأمين كافة سبل العيش والغذاء والدواء للمواطن والمقيم، وأن المملكة ما هي إلا جزء من هذا العالم يجري عليها ما يجري على الآخرين؛ غير أن الجهود كانت مختلفة بل مميزة وبأعلى مستوى عالمي بشهادة الخبراء والمنظمات والمختصين وزعماء دول.
وإن كان للمرء أن يستذكر الجهود بهذا الحيِّز الضيق فإن للسفارات السعودية بالخارج جهود بارزة مشكورة تحدثت عنها وسائل الإعلام العالمية الكبرى، تضاف للإشادة بالحزم والعزم الذي اتخذته قيادتنا الحكيمة بإجراءاتها المرنة البعيدة عن البيروقراطية؛ ما حدَّ وقلل من مخاطر المرض ولله الحمد.
وأمام كل هذه الجهود والوضوح من لدن القيادة الحكيمة وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده المحبوب؛ تظهر بعض الشوائب التي قد تعكر صفو المواطن وانصرافه لمواجهة الأزمة بكل اقتدار، من ذلك بث الإشاعات المربكة للمواطن والمقيم، وتزييف الحقائق، وتبادل معلومات مغلوطة تقلل من الجهود المشكورة المبذولة لاحتواء الموقف يبثها مغرضون وأعداء لمملكة العز والعزم والحزم حقداً وحسداً منهم ليس لشيء سوى أنهم قصروا عن مبلغ ما بلغته بلادنا بإخلاص ووفاء قيادتها وحكومتهم الرشيدة أيدهم الله بنصره وتمكينه، ثم تلك المقاطع المصورة لفئة تستظرف وأكثر متابعيهم من الصغار يَدَّعون إمكانية أفعال مبتذلة لتقليل مخاطر المرض كشرب بعض المعقمات ونحو ذلك، ويزيد البلاء أولئك المتطببون ممن ينشرون مقاطع اجتهادية أو عبثية لوصفات للحيلولة دون الفيروس (الكوروني) ويؤكدون بأنها مجربة وأكيدة النتائج؛ مما يُغرر بالبسطاء والمتشبثين بالحلول الوقائية، وما يُعَدّ من جرائم التضليل والدعاوى الباطلة إما لمجرد العبث أو للتكسب المُغلَّف؛ واهتبال الفرص واستغلال الناس بوقت الأزمات، وقد تُصَنَّف هذه الدعاوى والحيل ضمن السرقات والاتجار غير المشروع والترويج للممنوعات بل والمحرمات، فما يضر الناس ويسرق أموالهم فهو محرم.
يعجز اللسان والقلم عن الإحاطة بكل الجهود العظيمة المخلصة، أدام الله قيادتنا الرشيدة وبلادنا الغالية.