حينما يخرج المسؤول الأول في وزارة الصحة ليعلن أننا نعيش تحديا كبيرا مع فيروس كورونا الجديد (كوفيد19) فالأمر يستلزم من الجميع دون استثناء الالتزام بتطبيق تعليمات، وتوجيهات وزارة الصحة للتقليل من حدة وسرعة انتشار الفيروس.
ربما البعض إلى هذه اللحظة لم يستوعب خطورة هذا الوباء الذي أصبح عالميا ويهدد حياة الأفراد، والمجتمعات بل وحتى اقتصادات الدول. إننا أمام فيروس سريع الانتشار، ويهدد حياتنا، وعلى الرغم من كل هذا إلا أن السيطرة عليه -بعد حول الله وقوته- ما زالت ممكنة.
حينما أدركت الصين أن هنالك مشكلة تواجهها الدولة التزم الناس منازلهم حتى في المدن العظمى بدت خالية من الناس، وأصبح العمل في القطاعات الصحية على مدار الأربع وعشرين ساعة لإنقاذ الأرواح؛ لم يعد أي شخص يغادر منزله إلا لضرورة فقط؛ فتحتم الأمر على المسؤول باتخاذ العديد من الإجراءات للسيطرة على الفيروس؛ فتم إغلاق المدارس على الفور، وإغلاق الشركات والاكتفاء بالعمل عن بعد، والجميع أصبح يرتدي الكمامات مع الحرص على نظافة الأيدي باستمرار.
فكانت النتيجة بعد ثلاثين يوماً تقريباً من تطبيق الإجراءات الوقائية أن نجحت الصين بمحاصرة الفيروس وانخفاض عدد المصابين.
كانت وما زالت المملكة العربية السعودية -حفظها الله- حريصة كل الحرص على توفير الحياة الكريمة، والآمنة لمواطنيها، ولا سيما في الجانب الصحي؛ كانت المملكة من أوائل الدول التي اتخذت الإجراءات الوقائية، والجريئة في نفس الوقت لتقليل من عدد الإصابات بفيروس كورونا والسيطرة عليه.
من الإجراءات التي اتخذته المملكة: إغلاق المساجد، والاكتفاء برفع الأذان، وكذلك إغلاق المدارس، والجامعات، ومنح الموظفين إجازة عن العمل؛ لكنها في الوقت نفسه حرصت على عدم تعطل حياتهم فوفرت لهم البدائل، وهو: التعلم، والعمل عن بعد، كما قامت بإغلاق الحدائق، والمجمعات التجارية، وغيرها من الإجراءات الوقائية.
ولقد قامت وزارة الصحة بدورها الفعال بنشر الوعي، وتقديم الإرشادات والنصائح للمواطنين، والمقيمين؛ فوجهت وزارة الصحة الجميع بعدة نصائح منها: البقاء في المنزل وعدم الخروج إلا لضرورة، خاصة القادمين من خارج المملكة أن يلتزموا بالبقاء في المنزل (الحجر المنزلي) لمدة 14 يوماً.
الرسالة الأخيرة:
إننا نعيش مرحلة صعبة في تاريخ العالم، ولكننا ندرك تماماً أنها مرحلة ستمر وتمضي رغم قسوتها ومرارتها وصعوبتها، مؤمنين بقول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.