رمضان جريدي العنزي
الحياة في العالم شبه متوقفة ولم تعد كما كانت عليه من قبل، لا المطارات كما كانت مطارات، ولا الموانئ موانئ، ولا محطات القطارات محطات، ولم يعد بالأسواق متسوقين، والشوارع صارت شبه حالية، وبعضها مهجور، والمقاهي والمطاعم ودور السينما ومدن الترفيه أغلقت أبوابها، والحدائق خالية إلا من أشجارها وعشبها وزهورها، ولم يعد الزحام زحام، أصبح الكل عاجز وخائف ومرتعب وعنده هاجس ودهشة، العالم أصبح مشغولاً بالإجراءات الطبية، وفحوص الكشف، ولبس القفازات والأقنعة، والتنبيهات والتحذيرات والتوصيات، ومتابعة أعداد المصابين والمتوفين والمتعافين، لقد تحولت مدن العالم التي كانت تعج بالحياة إلى ما يشبه مدن الأشباح، أماكنها المفتوحة أغلقت، وشوارعها الصاخبة صابها الهدوء والسكون، ولم يعد هناك سائحين، كل المدمن أغلقت على نفسها الأبواب وأوصدتها بقدر ما تستطيع، فالخروج من المنازل أصبح ممنوعاً، وممارسة الحياة بشكل طبيعي بات متوقفاً لفترة لا يعلم مقدارها ومداها سوى الله -جل في علاه-، أن الانتشار السريع لفيروس كورونا أدى لحالة من الهلع، في مشهد غير معتاد، أن حكومتنا الرشيدة -أعزها الله- قد اتخذت التدابير والاحتياطات اللازمة تجاه هذا الزائر المخيف، وعلينا وجوب الالتزام الكلي والتام والصارم بكل توصياتها وإرشاداتها، وعلى أعلامنا الموقر بكل تنوعاته وكما هو مطلوب منه أن يبين للناس خطورة فيروس كورونا بكل وضوح وحقيقة وشفافية، أن يرفع في الوقت نفسه الروح المعنوية لدى الناس ويقويها بعيداً عن اليأس والإحباط والقنوط، أن صناعة الأمل ورفع الهمم تشعر الفرد والمجتمع بالراحة والسعادة وتحفزهم بالالتزام وتعينهم على العبور من هذه الأزمة بسلام، أن فيروس كورونا يمكن أن يكون قاتلاً، لكن الخوف منه والذعر والهلع يفوق مخاطره الفعلية، أن على الأفراد والمجتمع أن يعيشوا الاطمئنان التام بكل تفاصيله، ويبتعدوا عن الأوهام والهاجس وسوداوية التفكير، ويثقوا بأن الحياة ستعود كما كانت عليه من قبل، بل أكثر بهجة وسروراً، أن حكومتنا الرشيدة قد فعلت من أجلنا جميعاً مواطنين ومقيمين الشيء الكثير والكبير والمكلف وفق إجراءات متقدمة سريعة ومتتالية، وعلينا لكي نعبر بأمن وسلام وعافية وجوب مساعدتها بالانضباط والالتزام والتقيد، علينا أن نعي جيداً الظرف الحاصل، وأن نتحد بقوة وتناسق تجاه هذا الأمر الجلل، وأن نكون على قدر المسؤولية، وتحمل الأمانة.