أحمد المغلوث
خلال القرون الماضية عانى عالمنا من كوارث طبيعية.. أعاصير، سيول وزلازل وأوبئة مختلفة، وكذلك حروب متنوعة ليس المجال هنا لشرح أسبابها.. ولكن ما يعيشه عالمنا اليوم والذي بات قرية صغيرة؛ بل إنه أشبه ما يكون بغرفة صغيرة تجمعنا ونحن نشاهد بعضنا بعضاً.
ومنذ الإعلان عن وباء «كورونا المستجد» ونحن ومع كل إشراقة شمس كل يوم نرجو ونتمنى أن يكون أسعد من اليوم الذي مضى وانقضى. ولكن وما أصعب ولكن هنا.. والعالم بات يعاني من تداعيات هذا الوباء «الجائحة» فضحاياها باتوا بمئات الآلاف في دول كان من المفروض أن تكون القدوة في استعداداتها واهتماماتها بالبنية التحتية لشعوبها من حيث توفر أساسيات الخدمات الصحية من مبانٍ ومرافق وتجهيزات، في مناطقها وأقاليمها وحتى مدنها وقراها.
شيء محزن جداً حتى الألم أن تجد دوله غنية كإيران بحكم كونها في مقدمة الدول المصدرة للنفط، كشف انتشار الوباء بين مواطنيها المغلوبين على أمرهم.. أنها دولة لم تضع في اعتبارها الاهتمام بصحة مواطنيها وحتى المغتربين فيها من زوار؛ أو سيتردد عليها من دول الجوار لأهداف أخرى لا تخفى على القارئ العزيز.. وحسب ما أكدته التقارير فتأخر النظام الإيراني عن الإعلان عن تفشي «كورونا» في مدينة «قم» ضاعف في انتشاره بين مواطني هذه المدينة أو من تردد عليها من مواطنين أو زوار.. والذين بالتالي حملوه إلى دولهم، بعضهم يعلم أنه أصيب بالعدوى لكنه لم يتحلَ بالشجاعة ويكشف عن إصابته التي نقلها لمن تعامل معهم أو خالطهم من الغرباء أو حتى للبعض من أفراد أسرته ومعارفه.. وهكذا نجد كيف نقل هؤلاء العدوى إلى مواطني دولهم وتسببوا في وجودها في المملكة والكويت والبحرين وقطر وعمان والعراق، بل إلى العديد من دول العالم.. ومن هنا ابتلي عالمنا بهذا الوباء الذي بات كارثة مفجعة ساهمت في تغيير نمط الحياة في مختلف الدول التي انتشرت فيها بصورة غير مسبوقة، حيث ترتب عليها خسائر لا تعدّ ولا تحصى في الأرواح والاقتصاد، بل وامتد أثرها في مختلف الاتجاهات.. فها هي مختلف دول العالم وعلى رأسها الدول الكبرى، باتت «بين المطرقة والسندان» أمام تداعيات هذا الوباء الخبيث والسريع الانتشار.. بل راحت دول عديدة تعترف بأنها شبه عاجزة عن إيقافه لوحدها.. بل راحت دول أخرى تمد يدها لصندوق النقد الدولي طلباً للدعم؛ ودول أخرى تطلب من مواطنيها التبرع لصندوق «المكافحة» فهي لا تملك مالاً.. والنتيجة المحتومة عجز وإفلاس. وذلك نتيجة طبيعية وحتمية للفساد المستشري في أنظمة هذه الدول.. وها هي المملكة «السعودية العظمى» باتت كعادتها في القمة، بهمة قادتها وسياستهم الحكيمة وإخلاص أبنائها. جعلت العالم يتحدث عنها بإعجاب وتقدير، بل راحت وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وحتى الإعلام الجديد يشير إلى حسن وروعة المملكة وكيف تعاملت مع هذا الوباء. ومن خلال خطط وبرامج وقرارات احترازية جاءت سريعة وفاعلة.. ليكلل كل هذه الجهود (خادم الحرمين الشريفين) قائدنا ورائدنا بكلمته الواضحة والشفافة التي طمأن فيها أبناء الوطن من مواطنين ومقيمين بل العالم.. حيث أكد الملك على العمل الجاد في مواجهة الوباء بتعاون الجميع.. مع اهتمام الجميع بالالتزام بما يصدر من تعليمات وتوجيهات.