إيمان الدبيَّان
نعشق الحياة للحياة، نعشق السعادة للسعادة، نحيا بالحب وللحب، ننتشي مع رقصة الفرح، مع قصائد السحر وتراتيل الفجر، أنامل أنثى تعزف لحن الاحتواء لعالمها، تنشد أغاني الأصالة لسامعيها، ترسم لوحات الوطن لمتعلميها، تكتب هنا كلمات مقالها لقارئيها، وتقول لستُ أنا فقط مَن يفتح نوافذ التفاؤل، والأمل، ولستُ أنا فقط من ينادي بالوعي، والإحساس بأهمية تكاتف العمل؛ فكثير مثلي، وأعمق مني حسًّا، وأبلغ مني حرفًا، يتحدث مطمئنًا، ويتعامل مع المجتمع مهدئًا، وكلنا يفترض أن نكون كذلك، ولكن هناك فئات غير واعية، ما زلتُ أرى أنها قلة، ولكن يجب أن تحارَب، وجهلة بالعقوبة؛ يتحتم الأمر أن يعاقَبوا، نراهم يتباهون بمقاطع اجتماعات في الاستراحات يصورونها، وتجوُّل في بعض الأماكن لإعلانات تجارية يعلنونها، يتنقلون بسياراتهم بين مدينة وأخرى، ويقابلون أصدقاء، ومعارف؛ فينقلون ربما فيروسًا، وعدوى، إن تواصلوا مع الآخرين في رسائلهم فهي إحباط، وتشاؤم، وشكوى، وإن نقلوا خبرًا فهو لا يخلو من شائعة، أو كذبة تضلل، وتوتر بلا منفعة، أو جدوى.
تخطينا مرحلة الوعي، والنصائح، ولا بد من مواجهة مع هؤلاء للقضاء على الوباء الجائح؛ لذا أرى أنه حان وقت حظر التجوُّل، وعزل المدن والمحافظات قبل أن نصل لمرحلة يصعب فيها التحوُّل.
كل رجل كبير في وطني له مكانة أبي، وكل امرأة مسنة هي في منزلة أمي، وكل شاب وفتاة بمنزلة إخوتي، وكل طفل سعودي وطفلة هم بمنزلة أبنائي.. كلنا عانينا من الحجر، ولكن سبب الحجر أكبر عناء، ولو استمر سنبقى زمنًا أكبر نعاني.
لدور العبادة والعلم علَّقنا، وأماكن التجارة أغلقنا، لقاء أهلنا وأحبتنا رفضنا، وعن احتضان صغارنا وفلذات أكبدنا ابتعدنا.. أُجِّلت مواعيد أطباء، وأُلغيت حفلات أعراس، وتجمعات عزاء؛ حتى نصل للنتائج المطلوبة؛ لذا لن نسمح للمستهترين وغير الواعين بجعل خططنا مغلوبة، ولنكن يدًا واحدة، وبالالتزام في البقاء في دورنا أسرة صامدة، محققين لنا جميعًا الحماية، ومتقيدين بكل سبل الوقاية، أثق بالله أولاً، وبحكومتي وجهودها ثانيًا، أن كل هذا كابوس، وبيقظتنا سيمضي، وقصة يومًا كلنا للتاريخ لها سنحكي، إن لم نحترز كثيرًا سنبقى فيما نحن عليه اليوم طويلاً، أما إذا التزمنا بما علينا من واجبات، ونشرنا بالتفاؤل والبشرى أحلامًا وأمنيات، فسنستقبل شهرنا الفضيل ونحن على مائدة إفطار تجمعنا بأحبتنا، ونصوم ونحيي الليل بصلاتنا وعبادتنا.
وأعود أعزف عشقي للحياة، وترددون كلكم الشكر لله، ثم لمن هم على أمرنا ولاة.