إبراهيم الدهيش
الأهم من ألوان الأندية وازدواجية قرارات لجنة الانضباط وثقوب لوائح الاتحاد هي معركتنا مع واقعنا (المزعج) وهذا الضيف (الثقيل) فيروس كورونا المستجد الذي بات يهدد حياة الناس (كل) الناس ليس من باب نشر المزيد من الهلع والخوف ولكن لمزيد من التذكير والتثقيف فالمرحلة تتطلب تضافر كافة الجهود باعتبارنا (كلنا مسؤولون) فالإعلام بشكل عام والرياضي جزء من المنظومة بقنواته ومنابره ومنصات تواصله الاجتماعي خاصة وهو المنبر الذي يخاطب الشريحة الأكبر في المجتمع والمتمثلة في فئة الشباب الذين يشكلون 75 في المائة من الشعب السعودي مطالب بتأدية دوره المهني وواجبه الوطني في نشر ثقافة (الوقاية خير من العلاج).
- من هذا المنطلق يمكنني أن أؤكد بأن جهود قيادتنا العليا وما اتخذته من خطوات وقائية احترازية وما صدر عنها من قرارات (دفع الضرر) وبشكل استباقي سواء على الجانب الإنساني أو الاقتصادي أو الاجتماعي نالت العديد من الإشادات من داخل وخارج الوطن لا يمكنها أن تحقق (كل) ما نطمح إليه ما لم يتعامل المواطن والمقيم على حد سواء مع هذه الإجراءات والتوجيهات بمسؤولية من منطلق الوعي وليس الخوف. الوعي بأهمية تنفيذها والتقيد بها حفاظًا على نفسه وعلى من حوله بعيد عن اللا مبالاة والركون لخزعبلات من يبيعون الوهم ويتلاعبون بعواطف السذج من الناس ويعزفون على وتر الشائعات والأخبار المغلوطة والملغومة التي تمثل خطرًا أشد من الفيروس نفسه!
- نعم التوكل على الله وحسن الظن به كفيلان بكشف هذه المحنة وزوال هذه الغمة وفي المقابل فالأخذ بالأسباب واتباع طرق الوقاية وأساليبها وأخذها من مصادرها الرسمية والموثوقة ومن أصحاب الشأن والاختصاص لا يتنافى مطلقًا مع التوكل عليه عز وجل في شأنه.
- ويبقى المطمئن أن المؤشرات الأولية تؤكد بأن المملكة وبفضل من الله أولاً وبفضل توجيهات قيادتها وجهود مسؤوليها في القطاعات ذات العلاقة تسجل نجاحات متتالية في الحد من انتشار هذا الفيروس وفي التعامل الإيجابي مع هذه الأزمة الطارئة.
حمى الله وطننا بشعبه وقيادته وعلمائه ودعاته بمسؤوليه وأجهزته من كل مكروه وأعاد لنا تلك البسمة التي طالما سكنت كل زوايا هذا الوطن المعطاء.
تلميحات
- ما يثلج الصدر بالرغم من تقصير (البعض) أن المواطن السعودي يقدم الأنموذج المثالي للمواطنة الحقة ويثبت أنه على درجة عالية من الوعي والإدراك يؤكد ذلك تلك الاحصائيات عن أفضل مدن العالم تقيدًا والتزامًا بتعليمات منع انتشار فيروس كورونا.
- العديد من النجوم العالميين سجلوا حضورهم (التوعوي) من خلال حملات مكافحة فيروس كورونا وهناك من قدم المساعدات والتبرعات المادية والعينية وهنا - مع الأسف - ما زالت هناك أسماء (معروفة) كان المنتظر منها أن تسهم لو برسالة توعوية لكن وحتى الآن «لا حس ولا خبر»!
- ومبادرة «بتمرن بالبيت» التي أطلقتها الأولمبية السعودية رسالة تهدف إلى استمرارية محافظة اللاعب على لياقته البدنية ووزنه عند المعدل الطبيعي وحضوره الفني، فهل يعي (محترفونا) وبالتحديد المحليون تلك الرسالة؟
- التوقف الطارئ فرصة لاتحاد الكرة لإعادة قراءة نفسه من خلال ترتيب الكثير من الأمور مثار النقاشات وإعادة هيكلة بعض اللجان كلجنة التحكيم والمسابقات ومراجعة وتعديل بعض لوائح وأنظمة لجنة الانضباط!
- أندية الهلال والحزم وأبها والاتفاق وعبر حساباتها على السوشال ميديا ومن منطلق شعورها الوطني وإحساسها بمسؤوليتها الاجتماعية سجلت أولوية تحسب لها في التوعية بمخاطر فيروس كورونا المستجد وطرق وأساليب الوقاية. تحية للقائمين على تلك الرسائل.