«الجزيرة» - محمد المرواني:
نظرية رؤية أعالي الأشياء قبل أسافلها أتثبتت كروية الأرض قديمًا، ورؤية أسافل الأشياء قبل أعاليها لإثبات تطوُّر التحكيم، ووضع الحلول من «متمصدري» القنوات الفضائية وأهل تويتر ممن فشلوا سابقًا في إدارة المباريات، بل من العجيب أن يكونوا هم السبب بقدوم الحكم الأجنبي بعد فشلهم بقيادة النهائيات، وكذلك الوجه الآخر لتطرف التحكيم السعودي، وتحويل بطولة الدوري في موسم الفتح الشهير، طبعًا ليس بسوء نيتهم، بل بسوء قدرتهم على التطور وقيادة المباريات.. وقد نجد الحلول عند الكبار، أما الصغار ممن علق الدولية، وجلس سنوات وهي تزين صدره، فالمتابعون مستغربون ولديهم العجب العجاب من دوليين لم يديروا مباريات قارية أو حتى خليجية، بل بعض المباريات الهامشية والدورية للأندية، ولم ينَلْ الرضا فيها، ومعه فشلنا فيها، وتدحرجنا معه إلى أسفل الكرة الأرضية!! الآن يقيم من وصل لأعالي المجد داخليًّا وخليجيًّا وقاريًّا وعالميًّا بالأولمبياد!!
قليلاً من الحياء يا دوليي المنح والصالات وما شابهها، وإن كنا لا نعمم؛ فبعضهم قاد الديربيات وأقوى المباريات، ونجح فيها، ومع ذلك نجده الأقل كلامًا من رفيقه الذي أكل الأخضر واليابس بالطريق إلى الاعتزال دون أي ذكرى طيبة. ليس مشكلة أن يتعلم الصغير ويكبر بعمله، وليس معيبًا أن يبقى خبيرًا بمكانه على مدى سنين طويلة ما دام عمله جيدًا ومميزًا بشهادة مهنته، وليس برؤية الحاسدين بالماضي. بقي الدهام سنين طويلة، وأتى أبناؤه من الحكام وتلاميذه لتولي المسؤولية، ولم يقل أحد إن الدهام وضع له من يسمع كلامه. أتي الشنار والدهمش والناصر والشقير والزيد، وكلهم من منطقة واحدة، وأيضًا المرزوق والجعيد - رحمه الله - وعملوا بلجنة الحكام، وللحقيقة فقد كانوا مثاليين، أهل المكان والزمان؛ فلم يشتكوا المرزوق عند الأمير، وساعدوا الجعيد بإخلاص وتفانٍ من أجل الصالح العام حتى طفش واستقال - رحمه الله -!! ولن يهدأ بال لأصحاب المكان حتى يأتي منهم رفيق أو صديق، ومثلهم بالتحكيم،«إن اشتكى عضو تداعى له سًائر الأعضاء بالسهر والحمى».
البعض يعتقد أنه شجاع برأيه الذي - مع الأسف - لا يعجب إلا أمثاله من الفاشلين الذين يعتقدون أنهم مظلومون، ويرون أنفسهم أن الصفارة خذلتهم؛ لأنهم ينفخون بقوة، ولا يكون لصفارتهم صوت أو صدى!! نعم، توجد بعض الأخطاء، وبكل منظومة، ولكن إن أرادوا إصلاحها فبالنصيحة والحب، وليس بالنطيحة والمتردية وما أكل السبع.
عندما تأتي الحلول أو الانتقادات من الكبار والمحبين ممن يخرج منهم فضائيًّا اليوم، ولهم تاريخ وواقعية، فلا بد أن يسمع لهم المسؤول الخبير محمد فودة والزيد والعواجي والقحطاني والمرداسي. هؤلاء تاريخ، ومع التاريخ احترام للآخرين، وهذا ما يفتقده بعض «المتمصدرين» بقنواتنا من زملائنا - هداهم الله -!!