تعاني البيئة في المملكة العربية السعودية من حرب عشوائية مع الأسف من المواطن والوافد، وتدمير شامل لمكونات الحياة البيئة على جميع الأصعدة، سواء كان الحيواني أو النباتي، وإذا لم نستبق الزمن في المحافظة على ما تبقى من حياة فطرية ونباتية فإننا سوف سنواجه -ومع الأسف- كارثة بيئية.
لقد قامت الدولة -حفظها ورعاها الله- بسنّ وإصدار المراسيم المواكبة لإنشاء محميات بيئية في مختلف مناطق المملكة، وربطتها بأعلى سلطة في الدولة، والمنتظر منها أن تؤتي أكلها -إن شاء الله-.
ومع ذلك بقي علينا في المجتمع المدني أن نتخذ بعض المبادرات، والتي البعض منها في متناول الدولة، والبعض الآخر ربما يحتاج مساهمة من بعض القطاعات الأهلية.
فمن الأجدى أن تحرص وزارة التعليم على أن تضع في المناهج الدراسية منذ المرحلة الابتدائية تعريف الطلاب والطالبات بأهمية المحافظة على البيئة وأنها بالنسبة لهم أسلوب حياة.
كذلك على الشركات والمؤسسات الأهلية دعم وتمويل البرامج البيئية في المملكة، بالإضافة إلى التفكير في جمعية أهلية بيئية تطوعية هدفها التعريف بالمحافظة على الحياة الفطرية وخلافه بدءًا من سن الأنظمة والقوانين الجزاءات المناسبة لحماية الحياة الفطرية، والاستفادة من الدول التي سبقتنا في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لتسريع عامل الزمن وتوفير الموارد المالية والبشرية لتحقيق ذلك، وكذلك تفعيل دور المناطق والقرى والمراكز في المراقبة على تنفيذ القوانين والأنظمة المقرة من قبل الدولة ممثلة بالحياة الفطرية.
ووضع إطار زمني لأن يكون هناك خطط واستراتيجيات محددة لما سوف تكون عليه المملكة في المستقبل القريب -إن شاء الله-.
ولا ننسى أننا بلد صحراوي وموارده النباتية والمائية محدودة والأمطار قليلة كذلك، ولكن -ولله الحمد- حبانا الله بنعم كثيرة وقيادة حكيمة، ومن هذه النعم -على سبيل المثال لا الحصر- خدمة الحرمين واكتشاف النفط، ونسبة عالية من سكان المملكة شباب، والنخلة التي تعتبر من أهم مصادر الغذاء للبشر ناجحة زراعتها في بلد صحراوي مثل المملكة، والأمل كبير أن نوظف هذه المعطيات سابقة الذكر ضمن النهوض بالمملكة نحو التنمية المستدامة، ولكن إذا لم نعطِ الاهتمام بالحياة الفطرية في المملكة، فإننا سنكون في مواجهة مع تصحر أكبر ودمار بيئي في جميع مناطق المملكة، فالأرض تستغيث قبل فوات الأوان.