عندما يتذمر معلم متميز من كثرة حصص الانتظار التي يُكلّف بها بسبب غياب بعض المعلمين, ويلجأ هذا المعلم المتميز لقائد المدرسة بحكم أنه الرئيس المباشر له، كما أنه مسؤول عن جميع منسوبي المدرسة, فيطلب هذا المعلم المتميز من قائد المدرسة ضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة غياب بعض المعلمين (وخصوصًا أن هناك كذا اسم يتكرر غيابه)، فيرد عليه قائد المدرسة قائلاً: «ليس لي شأن أن أسأله عن سبب غيابه, لكن اطمئن؛ كل شيء محسوب عليه», هنا فإنني أتساءل: هل يقف دور قائد المدرسة في حل مشكلة غياب بعض المعلمين على التركيز على جمع ساعات التأخر الصباحي أو عدد أيام الغياب والحسم من الراتب.. إلخ, وإهمال بقاء الطلاب بدون شرح للدروس, والتغافل عن زيادة العبء على المعلمين المتميزين بأخذهم حصص انتظار!؟
وكذلك حينما يلجأ بعض الطلاب لقائد المدرسة للشكوى ضد معلِّم في موضوع ما, فيتم إخبارهم بأنه سيتم التصرف مع المعلم كما يجب, وتمرُّ الأيام دون أن يتغير شيء يُذكر؛ فيشعر الطلاب بأن قائد المدرسة كان يعتمد معهم على أسلوب امتصاص الغضب فيتجاوب معهم حينها, وبعد ذلك يقفل الموضوع وكأن شيئًا قد حدث.
ما سبق من عرض لمشكلتَي المعلم المتكرر غيابه, والشكوى ضد المعلم, ما هما إلا مثالان للتوضيح فقط, وليس للحصر بما قد يحدث من مشكلات داخل أسوار المدرسة.
وكما هو معلوم لدينا، فإنه إبان فترة معالي د. عزام الدخيل وزيرًا للتعليم تم تغيير أسماء (مديري) المدارس إلى (قادة) بغية تحفيزهم وزرع الثقة بهم.
واستمرت تسمية مدير المدرسة (قائد مدرسة) في فترة معالي د. أحمد العيسى وزيرًا للتعليم، حتى وقتنا الحاضر في فترة معالي د. حمد آل الشيخ وزير التعليم.
وكما نعلم فإن القائد في أي مؤسسة حكومية أو شركة خاصة يمتاز بسمات عدة، تؤهله إلى أن يكون قائدًا فعلاً، لعل من أبرزها ما يأتي:
أولاً: يهتم القائد بنصح وتوجيه الموظفين بشكل مستمر.
ثانيًا: يشجع القائد على العمل الجماعي عند الموظفين.
ثالثًا: يلجأ القائد لموظفيه عند حاجته للاستشارة في موقف ما صعب عليه اتخاذ قرار فيه.
رابعًا: يتحدث القائد بصيغة (نحن)، وينسب النجاح لجميع منسوبي المؤسسة الحكومية أو الشركة التي يعملون بها. ومن ذلك: لولا جهود الموظفين لما تحقق لنا التميز والنجاح.
خامسًا: يفعِّل القائد آراء الموظفين، ولا يهملها.
سادسًا: يهتم القائد بتوثيق علاقاته بالموظفين قبل الاهتمام بإنتاجيتهم.
سابعًا: يركز القائد على الرؤية التي تسعى الوزارة لتحقيقها.
ثامنًا: يشدِّد القائد على التمسك بالقيم في التعامل مع الآخرين، مثل: قيمة الأمانة، قيمة الصدق، قيمة التعاون.. إلخ.
تاسعًا: يهتم القائد بتحسين بيئة المدرسة وتطوير أداء الموظفين أكثر من اهتمامه بتحصيل كم عدد ساعات التأخر عند الموظفين!
عاشرًا: تنبع قوة القائد من شخصيته؛ فهو ذو كاريزما جاذبة لاحترامه والأخذ بكلامه؛ لأنه يعد مصدر ثقة لمن حوله من الموظفين.
إلا أنه في حقيقة الأمر نلحظ أن بعض قادة المدارس من خلال تعاملهم مع المعلمين والمعلمات، أو من خلال تعاملهم مع الطلاب والطالبات، لا يقومون بما يتناغم مع اسم (قائد مدرسة).
لذلك أرى أنه ينبغي على وزارة التعليم إعادة النظر في منح جميع مديري المدارس اسم (قائد مدرسة)، وجعل هذا الاسم مقصورًا على من كانت فيه سمات القائد فعلاً من خلال زيارته من قِبل مشرفي القيادة للوقوف على كيفية أدائه، ومدى التحاقه ببرامج تدريبية في مجال القيادة.. إلخ، وإلا فإنه يبقى على اسمه السابق (مدير مدرسة).
ختامًا..
لمن كان فَطِنًا:
لا تنخدع بالأسماء.. بل عليك بالسلوكيات.