«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز حول جائحة وباء كورونا حملت في مضامينها طابع الحديث الأبوي الصادق، وخطاب القائد المسؤول الحريص على بلاده وشعبه، مضيفاً أنها تأتي في إطار النهج الذي اعتدنا عليه في هذه البلاد المباركة، من رعاية واهتمام وحرص ولاة أمرنا على كل مافيه خير وصالح للوطن والمواطن والمقيم على ثرى هذه الأرض الطاهرة.
وأضاف الوزير آل الشيخ أن هذه الأزمة قد جسدت حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن عبدالعزيز - على تسخير كل إمكانات الدولة لتوفير السلامة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وكذلك أبناء الوطن في الخارج من موفدين للعمل والدراسة وغير ذلك كالسياح ومن تقطعت بهم السبل ممن تزامن وجودهم في الخارج حيث لامستهم الأيادي الكريمة لولاة أمرنا ووجهوا بتسيير طائرات لإحضارهم إن أمكن ذلك، أو تقديم الرعاية الكاملة لهم في أماكنهم وتحمل الدولة لكافة نفقاتهم في السكن والإعاشة والعلاج في عادة كريمة تجسد النهج الثابت لقيادتنا الرشيدة في التعامل مع الأحداث، حتى أضحت المملكة مضربا للمثل في عنايتها بأبنائها في الداخل والخارج.
وأوضح أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتسم بالصدق والصراحة، وتجلى ذلك بكل شفافية ووضوح، في إشارته الكريمة إلى صعوبة المرحلة القادمة في مواجهة هذا الوباء على مستوى العالم كله، لكنه طمأن الجميع بأن هذه الأزمة ستنتهي على خير -بحول الله وتوفيقه- وأنها ستتحول إلى نقطة جديدة في تاريخ مواجهة الإنسان للشدائد التي تمر بها دورة الحياة، مشيراً معاليه إلى ما أبداه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - من أن هذه الأزمة كشفت مدى قوة ومتانة وثبات الشعب السعودي لمواجهة «جائحة كورونا»، بتعاون أصيل وتضافر للجهود مع كل الجهات المعنية بوعي صحي مجتمعي، واتباع لكل التدابير الاحترازية والوقائية بكل مسؤولية، مؤكداً معاليه بأن هذا الموقف يبرز وبأجمل صورة مظاهر التلاحم بين القيادة والشعب. وأعرب عن فخره واعتزازه بما قامت به المملكة من اتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية المواطنين والمقيمين من تفشي فيروس كورونا «COVID-19»
وبين معاليه بأن مبادرة المملكة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومتابعة سمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - بتفعيل الإجرءات الوقائية يجسد دورها الكبير وحرصها البالغ على احتواء هذا الوباء كي لا تسوء الأمور مثلما حدث في كثير من البلدان في أنحاء العالم، مضيفاً معاليه بأن قرار هيئة كبار العلماء بتعليق الجمعة والجماعات في المساجد يأتي في إطار هذه الإجراءات الاحترازية التي اتخذت من أجل المصلحة المقدرة الظاهرة التي أكدت عليها مقاصد الشريعة في المحافظة على النفس من هذه الجائحة المتمثلة في سرعة انتقال عدواها بين الناس بما يهدد أرواحهم فيما لم تكن هناك تدابير احترازية شاملة دون استثناء فإن الخطورة ستكون متضاعفة لا سمح الله.
وفي جانب متصل دعا آل الشيخ، كافة المواطنين والمقيمين في هذه البلاد المباركة إلى ضرورة الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية بدقة متناهية للحفاظ على سلامة المواطن والمقيم. وحث معاليه على أهمية التقيد بالتعليمات، وأهمها البقاء بالمنازل؛ لما سيتحقق بذلك من مصالح عامة وخاصة، ودرءا للمفاسد، مبيناً أنه كلما التزم بها كان ذلك أحفظ للنفوس من أن تتلف وتهلك، وأصون للأموال من أن تهدر، والشريعة الغراء مبناها على تحصيل المصالح وتعطيل المفاسد.
وأكد معاليه أن التقيد بهذه التعليمات والتوجيهات واجب شرعي؛ لأنها من طاعة ولاة الأمر، ويأثم المكلف عند مخالفتها؛ لأنها مخالفة لولاة الأمر، سائلاً الله تعالى أن يلطف بعباده، وأن يرفع عنهم هذا الوباء وهم في صحة وعافية وأحسن حال.