د. أحمد الفراج
واصل المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن انطلاقته، وفاز بثلاث ولايات جديدة يوم الثلاثاء الماضي، منها ولايتان مهمتان، هما ولاية فلوريدا، التي كانت دوماً مهمة في الانتخابات الرئاسية، وهي من أهم الولايات المتأرجحة، والولايات المتأرجحة هي أهم الولايات للمرشحين، لأن هناك ولايات جمهورية حمراء، تصوّت بشكل شبه دائم للمرشح الجمهوري أياً كان، مثل ولايات ألاباما وميسيسيبي وجورجيا، وولايات ديمقراطية زرقاء، تصوِّت بشكل شبه دائم للمرشح الديمقراطي أياً كان، مثل ولايات نيويورك ونيوجرسي، وبالتالي فإن فوز بايدن بولاية فلوريدا مهم للغاية، كما فاز بولاية الينويز، حيث تقع مدينة شيكاغو، أحد أهم وأكبر مدن أمريكا، وبهذا الفوز تقدَّم بايدن على خصمه الوحيد، برني ساندرز، بفارق كبير، يصعب معه على الأخير اللحاق به.
بعد الفوز الأخير، ظهر بايدن كعادته خالياً من الحماس الذي ينتظره الجمهور الديمقراطي، المتعطِّش لمرشح يقارع ترمب، وبايدن يعاني مشكلة حقيقية في مهارة التواصل، إذ يبدو بارداً وكسولاً بشكل لا يتلاءم مع مرشح يطمح في هزيمة ترمب، وعندما نتحدث عن مهارة التواصل، فإننا نتحدث عن ساسة مثل رونالد ريجان وبيل كلينتون وباراك أوباما، وهم من يستطيع بث الحماس في الجمهور، ولا يُلام بايدن، فهو بطبعه شخصية غير جاذبة، ولا أشك لحظة في أن الحزب الديمقراطي يدرك نقاط ضعف بايدن، ويعمل على الحدِّ منها، لكني لم ألحظ أي تغيُّر يذكر في سلوكياته، منذ بداية الانتخابات التمهيدية، ما يعني أنه شخصية تستعصي على التغيير، وهذا قد يسبب إشكالات كبرى للحزب مستقبلاً، فبايدن سيصبح منذ اليوم تحت مجهر الإعلام أكثر من أي وقت مضى، وسيركِّز إعلام اليمين المساند لترمب على هفواته الكارثية وسقطاته، ما يعني أن الديمقراطيين أمام مهمة كبيرة لإعادة صياغة وتأهيل بايدن، فهل يا ترى سينجحون؟! ننتظر ونرى!