د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
جهود مشهودة تبذلها وزارة الصحة في بلادنا ضمن اختصاصاتها؛ وجهود أخرى تبذلها الوزارة مع القطاعات الخدمية والتنظيمية المحلية الأخرى؛ وجهود استثنائية مع منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في الدول الصديقة والشقيقة لمحاصرة وباء الكورونا المستجد الذي داهم العالم منذ مطلع العام الجديد2020 لإيجاد حلول دولية للقضاء على الفيروس؛ وتقوم وزارة الصحة بعمل دؤوب على مدار الساعة، وخطط عميقة لحيازة مفاتيح الوقاية، واستباق نحو ردم مظان الانتشار الفيروسي؛ وحشود أخرى لتوعية المجتمع واستزراع ثقافة» الوقاية خير من العلاج» في كل قطاعات العمل الحكومي والخاص، وصور مثالية للعناية بالمصابين في المستشفيات والمحاجر الصحية؛ يردف ذلك كله دقة في المعلومات واستشراف حصيف للنتائج؛ وربط واع بين الظواهر والأسباب والمقدمات ومايليها، فالوزارة بكوادرها وقطاعاتها تتعامل مع عدو غير مرئي، ومع واقع مفاجىء يلفّه الافتراض؛ ومع اتصال وتواصل عالمي يحمل معه وله وعنده كل التوقعات والاحتمالات، لكنها- بفضل الله- نجحت في صياغة الخطاب التنظيمي لتنفيذ متطلبات الخروج الآمن من أزمة [الكورونا ]حيث اتكأت الوزارة في رصد الحلول وتحديد المسئوليات وربط ذلك بدقة بواقع المستهدفين من المواطنين في الداخل والمقيمين هنا في بلادنا، وكذلك المواطنين ممن تواجدوا في خارج بلادنا حين الأزمة، ويُحمدُ لمعالي وزير الصحة الظهور المتكرر للبث للناس وطمأنتهم بمعلومات صادقة؛ وتلكم شفافية يستحسنها الواقع، وتتجلى نتائجها في توعية المواطنين بالمستجدات على الساحة المحلية صحيا مما يسهم بإغلاق نوافذ الشائعات التي كثُر مرتادوها؛ ويجدر بنا والحال هذه أن نؤكد أن اتحاد قوة المحتوى الذي تقوم به قيادتنا الرشيدة على وجه العموم ووزارة الصحة خاصة مع متانة الخطاب التنظيمي يسدُّ منافذ الزلل بعون الله وتوفيقه؛ فعندما يقف معالي وزير الصحة ويتحدث يصل الناس حتما إلى توقعات إيجابية يقبلها العقل وفق المعطيات المشاهدة؛ وعلى الرغم أنه ليس ثمة مايشير إلى انتهاء أزمة [كورونا ]في وقت وجيز حيث بات وباء الكورونا عالمياً ولم يعد يستثني أحداً، عابراً للبحار والقارات والحدود، وقد فطنتْ وزارة الصحة- بتوفيق الله- إلى منافذ الوقاية، ودروب الوصول إلى مواقع انتشار الفيروس، فنسقتْ لإغلاق ارتيادها لمدد من الزمن تم تحديد بعضها، والحقيقة أن المواطن السعودي أثبت وعيا واضحا والتزاما مشهودا كمهو حين الأزمات إلا من بعض المواقف غير المحسوبة يتصدرها التهوين من الاحترازات التي نادتْ بها الدولة، ودعوة الناس إلى الخروج من منازلهم، واختراع الوصفات التي ترفع مستوى المناعة دون مستند علمي، وطرح الرؤى بلسان ذوي الاختصاص؛ وإطلاق الشائعات التي تُثير الرعب خاصة عند البسطاء؛ كل ذلك مما قد يفُتُّ في عضد الجهود الحكومية الكبيرة، فإذا كان السكوت من ذهب في الأوقات المعتادة فإنه معدن نفيس في هذه الأزمة الصحية العالمية التي طالت بلادنا، ومع وجود أزمة داء الكورونا على السطح، فكم نحن بحاجة إلى أعمال خيرية رائدة في مجال الصحة كالمستشفيات الكبيرة، ومراكز أبحاث صحية متخصصة، ومراكز خيرية للطوارئ، وجمعيات إسعافية تسند [الهلال الأحمر ] ليكون هناك دعم حقيقي للأزمات، ومن ذلك المنطلق يصبح تقييم الوطنية في وجدان أبناء الوطن من خلال المستجدات الراهنة أمرا متفقا عليه؛ فالعالم كله يمر بامتحان معقد، ليس علينا الكثير لنقوم به، سوى التكاتف جميعاً، والتوقف عن نقل الشائعات، وأخذ المعلومات من مصادرها الموثوقة والرسمية، والالتزام (التام) بالتعليمات الوقائية؛ كما يجب أن يكون هامش الخطأ معدوماً، فلا وقت للتجريب إطلاقاً.
حفظ الله بلادنا وقيادتها وشعبها، وأزال الوباء عن البشرية جمعاء في أنحاء العالم،،،،