د.عبدالعزيز الجار الله
الأحداث بدأت تتحرك في وتيرة سريعة: حدث صحي عالمي تحت مظلة كورونا، وحدث اقتصادي عالمي انهيار في الأسواق والنفط والشركات وفِي الاقتصاد الحكومي والقطاع الخاص، وحدث سياسي العالم يكاد يتشابك ومؤشرات لقيام حروب ومنها في الشرق الأوسط، توقف في مسيرة التعليم في جامعات ومدارس العالم، وتوقف المطارات والسفر والسياحة وتعطل جميع الموانئ البحرية والبرية والقطارات.
كان يجب أن يكون لأكثر من سبب لأن العالم انتقل من جشع وتدمير وقتل بلا مبرر والنتيجة فيروسات متعددة أشرسها وأكثرها عنادًا كورونا الجديد 19 الذي عطل العالم وجعل المجتمعات مشلولة، لذا على الدول الكبرى والصناعية والعالم الثالث وشعوب الأرض أن تغير من سلوكها المعيشي والغذائي والصحي، وألا يكون ما قبل كورونا هو نفسه ما بعد كورونا.
هذه الجائحة التي حبست المجتمعات في بيوتها أكثر من أسبوعين تقدم للعالم المستشفيات والجامعات وللدول والسياسيين خلاصة: إن الصراع لا يستمر للأبد، وأن العلوم والمعارف الطبية لا تبقى حكرًا على دول محدودة، وأن الجامعات ليست قاعات تدريس فقط، وأرقام أفضل الجامعات في العالم والنخب الأكاديمية، بل الدور الذي تؤديه والاكتشافات العلمية.
لا أحد تميز عن الآخر الدول الغنية والفقيرة تساوت في المعاناة والهموم: الصين، أمريكا، روسيا، فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، وبريطانيا، الكل في الهم واحد لا أحد ينفرد بل العكس دول إفريقيا لم تكشف أوراقها والهند وبعض دول أمريكا للاتينية الجنوبية وبعض دول شرق آسيا، فأوراق كورونا ما زالت غامضة، لكن دول الصفوة السياسية والعسكرية هي من يعاني ويلعق جراحه وكبريائه، الصين العظمى وأمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا التي تمثل دول مجلس الأمن والدائمة العضوية ولها حق التصويت والفيتو والاعتراض رأيناها تعاني وتعيش الهلع.
نحن في السعودية أغلقنا المساجد وأوقفنا صلاة الجمعة والجماعة وتعليق العمرة كخطوات وقائية واحترازية لحماية مجتمعنا، وعطل التعليم والعمل الحكومي والقطاع الخاص، حتى نوقف الانتشار، فقد كانت إجراءات صعبة وقاسية لكنها مثل الجراحة لا بد من خطوة العزل والحزم.