فهد بن جليد
قصص مثيرة ومُحزنة أبطالها (فتيات ونساء) موظفات، وقعنَّ ضحايا لطمع (زوج أو أخ)، بينما أخريات مازلنَّ يدفعنَّ ثمن (مكر) صديقة أو قريبة، ويتعصرنَّ (ألم) وهم البحث عن المظهر والبريستيج بشراء سيارة أو السفر دون تخطيط مسبق أو حسبة رصينة، فالنساء هنا حديثات عهد اكتواءٍ (بنار الأقساط) وضياع (راتب آخر الشهر) وهي الصورة التي التصقت بالرجال أكثر في الحقب الزمنية الماضية، لنتحدث عن هذه الظاهرة الجديدة بشفافية (قروض الفتيات والنساء) التي يتقدمنَّ للحصول عليها دون حاجة وبإغراء من المُحيطين، ومن ثم يتبخر مبلغ القرض دون الاستفادة منه، قضية مؤرقة ومُزعجة تحتاج وقفة أو حملة توعوية للتحذير من آثار هذه (المغبة المالية) التي أظهرت فئات جديدة (كالمرأة المُتعثرة، والمرأة المديونة.. إلخ) وهي صور لم نعهدها سابقاً في مجتمعنا.
عاطفة المرأة تستغل هنا بشكل واضح من (رجل أو امرأة أخرى)، فكل (موظفة جديدة) هي مشروع تكسب، وصيد ثمين في عين بعض المُقربين منها، للاستفادة من راتبها واستغلاله امتداداً (للقصة القديمة) بثوب جديد هذه المرة، فالبنوك تعتقد أنَّ المرأة العاملة أصدق عميل وأكثر ضمانة من الرجل، لذا تقدم التسهيلات الفورية، ويتم استقطاب العميلات وترويج عروض التمويل لهنَّ واستقطابهنَّ، ولا أحد يحذر الموظفات في بداية حياتهنَّ العملية من حبال القروض عندما تُكبل المرأة نفسها، المشاهد تتكرر، والأعداد في ازدياد، ولا أحد يعلق الجرس قبل وقوع (الفأس في الرأس) وسقوط المزيد من المُتعثرات أو على الأقل (المُتألمات) من وجع الدين وهمه.
الموظفة الذكية تستفيد من تجارب الرجل والنساء الأخريات، لذا تُبقي راتبها (حُراً) أطول مُدة مُمكنة، ولن ترضخ للضغوط والإغراءات السريعة لأنَّها تعلم من سيدفع ثمنها وحيدة طوال الطريق؟ فلا راحة ولا سعادة تُعادل استلام الراتب مُكتملاً نهاية الشهر، من يخبر النساء العاملات إذاً بضرورة تأجيل فكرة الاقتراض أو التمويل إلى حين تحديد الأولويات؟ ومعرفة الاحتياج؟ وتقدير الوضع؟ ثمَّة (دور توعوي) مفقود، لا أعرف من يتحمل مسؤولية غيابه، مُقابل تزايد أعداد المُقترضات اللاتي يدفعنَّ ثمن (لحظة ضعف) ويكتشفنَّ الحقيقة بعد فوات الأوان، لماذا تبقى تجاربهنَّ (صامتة)؟ أمام قصص ضحايا جُدد تقع أمام أعين الجميع!.
وعلى دروب الخير نلتقي.