الجزيرة الثقافية - محمد المرزوقي:
بعد غياب عن الساحة الأدبية والثقافية لكثرة مشاغلها العملية تعود الباحثة والأديبة الدكتورة وفاء خنكار بعدة أنشطة وإصدارات، في مجالات بحثية وفكرية، وأخرى أدبية، كان من آخرها صدور: «سيمفونية الربيع»، التي دونتها بمداد الأدب لتكون السيمفونية بمثابة رحلة إنسانية، جابت خلالها الشاعرة رقعة العالم العربي عبر بوابة ربيع الحزين من وطن إلى آخر، مخاطبة بنصوصها كل عربي من الشام إلى الخليج وبكل لغات الأرض وبكل الأديان لتقول لهم «لا للقتل لا للظلم.. أليست دماؤنا حمراء ؟! أليست جباهنا سمراء ؟! أليس الشام.. والمغرب.. وفلسطين.. والسودان.. وضفاف تونس الخضراء.. ولآلئ خليجنا العربي.. قلادة عز في عنقك وفي عنقي..!؟»
وقد ضم الكتاب 23 قصيدة في الشعر العربي الحديث، تشكلت وفاء بقصائدها رؤية مثقفة ملتزمة تجاه ما يحصل في ربيع العرب من ثورات وانتهاكات لحقوق الإنسان فكانت «خير من كتب وخير من أبدع» كما وصفتها نيل وفرات كوم، وفيما شرعت خنكار خلال الأسابيع الماضية لإصدار طبعة منقحة لكتابها «الحب في الاسكا»، ومزيدة بقصيدة «الحب في زمن كورونا» إلا أنها ستخرجها مع نصوص أخرى بالعنوان نفسه، وذلك تزامناً مع الأحداث الراهنة لتذكرنا برواية جابريل ماركيز الشهيرة «الحب في زمن الكوليرا» التي تحكي أجمل صور الحب المنتصر على شرور الأرض والبشرية. وقالت وفاء في حديثها إلى «المجلة الثقافية»: «قريباً بمشيئة الله سيصدر لي إصدار جديد، مرسوماً بريشتي حرفاً ولوناً وإيقاعاً والمحت»، مكتفية بوصف مضمونه بقولها: سيكون متمرداً في مضمونه، وفي أساليب صياغته أيضاً.
كما سخرت وفاء قلمها للاهتمام بحقوق الإنسان، ولتوطيد معاني الإنسانية بلغة الشعر بلغة علمية وعملية, من خلال إصدارها السابع في مجال «حماية النساء والأطفال في الأزمات والنزاعات» الذي فاز بجائزة التميز النسائي من نادي القصيم الأدبي، ومن خلال مساهمتها العلمية في إطلاق الإعلان الدولي للحوار الإنساني بجنيف 2014 إضافة إلى معالجتها لمواضيع إنسانية في مجموعتها القصصية «القفص» والصادرة عن نادي الرياض الأدبي بأسلوب جمع بين الكلمة والصورة معاً. كما أوضحت خنكار بقرب إطلاق مشروع تنموي وطني يحقق حلماً كبيراً يتمناه كل مواطن محب ومخلص لثرى هذا الوطن الغالي وقد وعدتنا بالاطلاع على تفاصيل هذا المشروع قريباً جداً، مختتمة حديثها بقولها: يبقى الوطن والإنسانية هاجس قلمي وفكري ووجداني.