تحسّسْ بقاءكَ لا شيء آتِ
وهيّىء مقامكَ قبل الفواتِ
ولوّح بكفّيك قُلْها وداعًا
وإنْ وسوسوك بألف افتئاتِ
إلى أين تمضي ودربك آلٌ؟
ستُفضي إلى الموتِ كلُّ الجهاتِ
أتسمع مثلي صراخ المنايا؟
وتبصر مثلي بقايا الرفاتِ؟
لقد أنذر الفقدُ والفقدُ مرٌّ
بترويع صبٍّ وتشريد ذاتِ
فقمْ ليس دونك غير الرزايا
ودعْ للمرايا وقوفَ البناتِ
عجيبٌ هو الموت يرقى بروحٍ
ويُسلم أرواحنا للشَّتاتِ
إلى الله .. شوقٌ يهزّ الجوانح..
شوقٌ يُرنّح دون ثباتِ
إلى الراحلين إلى القابعين
وراء الغياب بدون التفاتِ
أنا حيث أنتمْ.. وراءَ الدموعِ
وفي الأمنياتِ وفي الذكرياتِ
أنا لا أزال أمدّ العيونَ..
وأبحث عن آخر المعجزاتِ
هنا حيث جازان.. والأغنياتُ
تفتّشُ عن نفسها في اللغاتِ
هنا للمقاهي حديث قديمٌ
فهيّا.. لنفرغ قبل الصلاةِ
هنا كل (كافيه) ينضح شعرًا
يُسائل عن تلكم الأمسياتِ
رَحَلْتُم وكلُّ الوعودِ سرابٌ
ووحدي أجيء لأرشف ذاتي
بروحي الحبيب إذا ما تجلّى
فهل بعد روحي .. حبيبي سياتي؟
بروحي الأحبةُ مذ غادرونا
ومذ روّعونا بيوم الوفاةِ
سلامٌ عليهم على كل روحٍ
وذكرى لياليهم النازفاتِ
** **
- إبراهيم عبده النجمي