مُحال أن يدوم حال إلى الأبد.
ما بين غمضة عينٍ وانتبهاتها, يتغير الحال رأسًا على عقب.
انتبه لنفسك دائمًا, ولا تتصرف بطريقة جنونية بلا ضبط عندما تداهمك الأزمات, كن واقفًا - قدر المستطاع - بقوة أمامها, أو تظاهر بالقوة, لأنك حينئذ قد تصيب العدو في مقتل دون استخدام السلاح, وما ألطف الحرب الناعمة, يعني أن يقوم أحدهم بصفعك على وجهك دون أن تشعر ومع ذلك تبتسم له!
بطبيعة الحال نجد من يسلّم نفسه إلى الواقع المرير, دون أن يجد حلولاً أو أضعف الإيمان التكيُّف معها, لا بد أن تمر في عقبات في حياتك, ولتلك العقبات وجوه مختلفة.. منها البشع ومنها الأكثر بشاعة!
منا من يُطلق صرخة.. مهلاً مهلاً تذكرت تلك الصرخة!
الصرخة التي صُنِّفت على أنها ثاني أشهر لوحة فنية بعد الموناليزا, وتعد في وصف النقاد أيقونة الفن الحديث, ورمزًا مُعبرًا للقلق الإنساني.
مر الفنان النرويجي العالمي إدفارد مونش, بحالة نفسية صعبة, عَبَّر عنها من خلال ألوانه وريشة على لوحة, تُجسِّد هذه اللوحة وصف دقيق للجانب الذي يخفيه الكثير عمن يحبون, من قلق وأرق وحزن نتجوا من عدة أسباب ومنها على سبيل المثال لا الحصر, أزمة لم تنتهِ بعد أو خبر مفجع ومفزع.. إلى آخره.
ما زالت تلك الصرخة عالقة في ذهني, لأنني عندما رأيت اللوحة, وكأنني اسمع بصوت جاء من بعيد وظل صداه كائن لم يسكن.
تحوَّلت تلك الصرخة إلى قصة قصيرة.. ثم إلى مجموعة قصصية.
صرخة مونش
دخلت ضمن القائمة المرشحة في جائزة المتلقى للقصة القصيرة العربية في الكويت الحبيبة, لمؤلفها الأكثر من رائع أ. محمود الرحبي من سلطنة عمان الشقيقة, استمتعت بقراءتها في أيام لم تتجاوز أسبوع.
** **
- د. فيصل خلف