تحصنت بسور عظيم عن كل ذي عداء.. وجندت عقولها لكل ذي علم عليم..!
قوّمت سورها بعظمٍ غليظ لا يكسرُ.. أحاطت نفسها وشعبها بتعويذةِ العلم الكثير..
وبكل غرورٍ اصطفت في قوائم الأوائل في سلاحٍ لا يهزمُ.. تحاربُ كل تقنيةٍ وتترجلُ بابتكارٍ يذهلُ العلم العتيق..
تُنازلُ قوى العالم في صناعةٍ تجددُ بقائها على عرشِ التقدمِ..
لا ترضى بغيرِ الإبداعي عنواناً حتى عنون الإعلامُ في صفحاتهِ الأولى تحذيراً أرعب العالم وأركع الصين العظيم..
جاهدت بقوى عقولها وجنودها لتزيل رعب وباءٍ أجتاح عالمها المحصّنُ..
نازلت في معركةٍ شرسةٍ حتى نالت أعجاب العالمِ في بناء مصحةٍ كبيرةٍ في أيامٍ ولم يزل غبار الحربِ محتداً..
تقاربت له وتناجت معهُ في سلمٍ ولم يبد لها ودٌ.. حتى أطاح العالمُ في قلبها الرعب وخط الخط الأحمر على حدودٍ لا تقربُ..
أيها السور العظيم لملم جراح الصينِ وحصن أرضها بكل قوةٍ.. حذاري لا يكتب التاريخُ أنك سورٌ لمقبرةٍ جمعت داءً وتحضنت أرضها وهوت بهم تحت ثراها..
لا علمٌ بَارز صغرهُ ولا قوةٌ نازلت ضعف هزله، وحشٌ لا يُرى وطيفٌ في عيونٍ كل سقيمٍ يترحمُ..
يجرُ رداء الكفن معه كل يومٍ ويزيدُ في طولِ ردائه..
يجمعُ من كل بيتٍ ومن كل شارعٍ وحارةٍ جسداً قد أقتص منهُ وأوجع من حوله..
أيها السور أرفع راياتك البيض كفناً لا تستسلم وأغرس في سيف العلمِ وأوجعه وأطرق طبول الحربِ لعل صوتها يرعبُ وجودها وترحل..
** **
- سليمان بن عبدالله الظفيري