ميسون أبو بكر
الكثير ممن قابلتهم لهم قصص مع سمو الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز تكتب بماء الذهب، أستطيع أن أقول إن سمو الأميرة هي رائدة من رواد العمل الاجتماعي، فلطالما كانت أياديها البيضاء تحيط الكثيرين بالعناية والرعاية والوفاء الإنساني، لذلك جاءت جائزة صيتة للتميز تتويجًا لمسيرة امرأة تركت بصمتها في هذا المجال، وهي وقفة وفاء من أبنائها وأحفادها الذين يعتبرونها امتدادًا وتخليدًا لحضورها وذكراها.
مؤسسة الأميرة صيتة بنت عبدالرحمن للتميز في العمل الاجتماعي رئيسها الفخري خادم الحرمين الشريفين مما يعطي للجائزة قيمة مضافة؛ حصلت على جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة عام 2015 تقديرًا لجهود المؤسسة في دعم فئة الأسر المنتجة في الوطن العربي وتأسيسها بحد ذاته تكريم لأم الجود -الأميرة صيتة- من أخيها الملك عبدالله، وقد أبت في نسختها السابعة إلا أن تكرم الفائزين بها في يوم المرأة العالمي تأكيد لحضور هذه الجائزة المقترنة باسم إحدى رائدات العمل الاجتماعي بيوم المرأة العالمي. والتي تشرف عليها سيدة أخرى هي ابنة الأميرة صيتة الأميرة نوف بنت عبدالله بن محمد بن سعود الكبير رئيسة اللجنة التنفيذية وعضو مجلس الأمناء.
الجائزة التي تهتم بالمبادرات النوعية ذات الأثر المستدام على المجتمع حضرها أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز في دورتها السابعة ضمن حفل حضره أبناء وحفيدات الأميرة صيتة، والذين حرصوا بالإشراف على تفاصيل الجائزة والحفل ولقاء المدعوين وتكريم الفائزين ممن لهم أيادٍ ممدودة في خدمة العمل الاجتماعي في المملكة في قطاعات ومجالات عديدة.
معالي أحمد الراجحي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أشاد بالجائزة التي اعتبرها مسارًا متوازيًا مع المسارات المدروسة في خطط التنمية، فالعمل الاجتماعي رافد أساسي من روافد التنمية.
الدكتور فهد المغلوث أمين عام الجائزة أكد أن هدف الجائزة في تكريم رواد العمل الاجتماعي أفرادًا ومؤسسات، وأشار إلى أهمية التعرف إلى أولئك الفائزين وجهودهم عن قرب، وأكد أن هذا الاحتفال هو عرس الوطن الذي أنجب هؤلاء وحق له أن يفخر بهم ويكرمهم بسخاء.
كان لي شرف التعرف عن قرب بإحدى الفائزين بالجائزة، المرأة التي ابتكرت طريقة جميلة لحفظ النعمة هي السيدة نورة العجمي مؤسسة جمعية «خيرات لحفظ النعمة»، وكذلك الالتقاء بالأمير سعود بن فهد نائب رئيس اللجنة التنفيذية للجائزة بالمؤتمر الصحافي الذي سبق حفل الجائزة والذي أعلن عن رقم لا بأس منه من الذين ترشحوا للجائزة ويصل عددهم 600 متنافس.
لقد حضرت في ليلة استثنائية كانت عرسًا وطنيًا بهيجًا، وانطلاقة عالمية تعرف بالعمل الاجتماعي بالمملكة وأحد وجوهه المهمة الذي يسهم في نسيج هذه البلاد التي تقوم على التكاتف والتكافل المجتمعي، وليس بغريب أن نحتفل بهذه الجائزة التي تعنى بالعمل الاجتماعي ونحن في ظل سلمان بن عبدالعزيز الذي يعتبر رائد العمل الاجتماعي بمنطقة الرياض والمملكة كلها.
أردنا كإعلاميين وكتاب رأي سواء بالكتابة أو المشاركة في التعريف بالجائزة على أوسع نطاق إيمانًا منا بالعمق الكبير لأهمية العمل الاجتماعي الذي يسهم في بناء المجتمعات وتقدمها، والإعلام جزء لا يتجزأ من هذا المفهوم بخاصة أن هناك إعلاميين أصحاب رسالة مضوا في جهودهم وفق قناعاتهم ورؤيتهم الشاملة لأهمية هذا التكاتف ونقله للمجتمع والعالم.