زكية إبراهيم الحجي
إغلاق المدارس والجامعات.. إيقاف حركة الطيران.. إغلاق أماكن العبادة.. تخفيض حضور العاملين في أجهزة الدول والمصالح الحكومية على مستوى العالم بل تعليق العمل وإعفاء حضور الموظفين إلى الدوائر الحكومية في بعض الدول مع استثناء الدوائر المهمة إضافة إلى إغلاق الأسواق التجارية مع استثناء الجهات التموينية التي تمس حياة الناس.. والأهم من ذلك كله التأكيد على منع التجمعات في الأماكن العامة والحرص على البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.. نوع من الشلل التام يعمُّ العالم يأتي في سياق متابعة تطور تداعيات أزمة فيروس كورونا الذي أرعب العالم أجمع في ظل عصر يتميز بالتقدم والتطور غير المسبوق في المجال الصحي والطبي والعناية الطبية المتقدمة بشكل منقطع النظير.. إنها سابقة لم تحدث من قبل.
بالعودة إلى تاريخ البشرية نستحضر ما عانى منه البشر من أوبئة متعددة حصدت حياة مئات الملايين من الناس، وقد كان الطاعون أو ما يُطلق عليه بالموت الأسود من أكثر الأوبئة تدميراً للبشرية في التاريخ، وقد تسبب بحصد أرواح أكثر من مليوني شخص في القرن الرابع عشر وتوقفت حينها جميع الحروب والصراعات على الأرض من تلقاء نفسها، وذلك استناداً إلى ما ترويه كتب التاريخ، وقد أُعتبر الموت الأسود الطاعون أول وباء قاتل يظهر على الأرض، وذُكِر في أحاديث رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أما سبب تسميته بالموت الأسود فيُذكر بأنها تعود إلى ظهور بقع سوداء على المصاب نتيجة النزف الحاد للدم تحت الجلد مما يؤدي إلى موت أنسجته.. وسرى اعتقاد بأن هذا الوباء انتشر على الأرجح عن طريق البراغيث التي وُجِدت في الفئران المنتشرة على متن السفن التجارية، الأمر الذي سبب في انتشاره.
اليوم تتواتر ذكرى العديد من الأوبئة التي اجتاحت العالم من قبل وعبر التاريخ البشري وكانت سبباً في وفاة الملايين من البشر في حقب سابقة.. اليوم يعيش العالم بأسره كما عاش البشر في قرون ماضية حالة من الرعب جراء تفشي فيروس كورونا والخوف من تحوله إلى وباء فتاك رغم استبعاد منظمة الصحة العالمية رسمياً خطر تحوله إلى تدمير البشرية كما الأوبئة التي انتشرت عبر تاريخ البشرية.
رغم تكاتف وتوحد جميع دول العالم للوقوف في وجه هذا الفيروس الذي انتشر في جميع دول العالم كانتشار النار في الهشيم إلا أن ما يُثلج الصدور ويبعث التفاؤل في نفوس المواطنين في المملكة العربية السعودية أن قيادتنا الحكيمة اتخذت إجراءات غير مسبوقة أدت إلى توحيد الجهود وتكثيف الاستعدادات الطبية ومواصلة حملات التوعية عبر جميع وسائل الاتصال، وذلك لمواجهة هذا الوباء القاتل، بل كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العالمية التي بدأت باتخاذ خطوات سباقة لمواجهة هذا الوباء وأشادت بها منظمة الصحة العالمية. حفظ الله المملكة العربية قيادة وشعباً.