سهوب بغدادي
فيما يعد الاقتصاد منوطاً بالسياسة بشكل مباشر، حيث تتسم العلاقة بينهما بالطردية، فكلما ازدهر الاقتصاد في دولة ما انعكس ذلك إيجاباً على قوتها السياسية، والعكس صحيح. في حين يبرز نطاق الصحة العامة في الدولة ومدى فاعلية مكافحة العدوى وانتشارها في الحفاظ على استقرار المشهدين السياسي والاقتصادي. خلال الأيام القليلة الماضية عاصرنا مشاعر متضاربة لم يسبق لنا اختبارها من قبل إلا أنها جعلتنا نشعر بالنعم اليومية التي تعتبر من المسلّمات، كالمنتزهات والحدائق والمطاعم والأندية الرياضية والأسواق والاحتفالات، حتى التعليم، فبعد أيام معدودة من مكوث الطلاب في المنازل بدأت أعراض العزلة والملل تتسلَّل إلى نفوسهم ونفوس من معهم، حيث برزت العديد من المقاطع المضحكة والتعبيرات الخاصة بوضع الناس حاليًا في منازلهم، وهو الأمر المضحك المبكي، فبعض الأحيان نضحك لنخفي معاناتنا الداخلية. في هذا النطاق، ذكر لي مستشار في مجال المال والأعمال أن فيروس «كورونا» المستجد كما هو الحال مع بقية الأوبئة على مر العصور سيؤثّر على الاقتصاد المحلي والعالمي حتماً ويشمل ذلك كلاً من قطاعات النقل الجوي والمؤسسات المشغلة والمرتبطة به كالتموين ومكاتب السفر والسياحة والفندقة وتطبيقات السفر، وما إلى ذلك. أيضاً تأثر المشاريع بجميع أحجامها من مطاعم ومقاه فضلاً عن قطاع الترفيه ويشمل ذلك مناطق التجمعات كالملاعب والمنتزهات والملاهي. إن تأثير الأوبئة مباشر وغير مباشر إلا أن عزاءنا بأن مملكتنا الحبيبة قامت باستشراف التبعات المرتبطة بتفشي هذا الوباء، والأهم من ذلك وصولها إلى المراحل التنفيذية في وقت قصير، مما يضع على عاتقنا تفعيل الخطوة المتممة لتلك الجهود، عن طريق تفعيل مبدأ المواطنة الفاعلة والفعَّالة المتمثِّلة في اتباع سبل الوقاية من العدوى للحد من انتشارها لمدى أبعد-حمانا الله وإياكم- في الوقت الذي يغفل الكثير من الأشخاص عن دوره الأساس في استقرار اقتصاد وسياسة الدولة وإن كان ذلك الدور بشكل غير مباشر.
(نحمد الله على أيام مرت التقينا فيها الأحباب ونأمل منه أن تعود).