د. محمد بن إبراهيم الملحم
لقد حققت جامعاتنا -ولله الحمد- مستويات مشرفة في تسخير تقنية التعلم الإلكتروني من خلال منصات البلاكبورد وغيرها من التطبيقات التي انتشرت في كبرى الجامعات، ولا ننسى بالطبع نموذج الجامعة الإلكترونية الناجح، والتي أوجدت لنفسها اسماً ناجحاً في فترة قصيرة، التعليم العام في المقابل اهتم بهذا الجانب، وحالما دمجت وزارة التعليم مع وزارة التعليم العالي فإن المسئولين -مشكورين- لم يوفروا جهداً في تسخير ما صمم للجامعات من أجل التعليم العالي، وفوراً كانت قناة «عين» التعليمية التي نشأت في الأصل لخدمة الجامعات في خدمة التعليم العام، فأصبحت تبث الدروس بشكل يومي ليتمكن الطلاب في كل المملكة من مشاهدتها والاستفادة منها، كما صممت الوزارة منصة تعلم إلكتروني أسمتها «منظومة التعليم الموحدة» ورابطها (http://vschool.sa) يمكن من خلالها أن يدخل الطالب إلى الفصل الافتراضي، والذي يقترض أن يجد فيه أستاذه يقوم بالتدريس تماماً كما يقوم به في الصف بالمدرسة، وبهذا النظام خدمات متنوعة وشاملة لكل ما يمكن أن تتصوره من واجبات، وأوراق عمل، واختبارات قصيرة، وسجل درجات، وأنشطة، ومشاركات، ولن أستهلك مجال المقالة لسردها أو شرحها، فهي بكل بساطة «شاملة»، ولكن معلوماتي عنها بنيتها من خلال اطلاعي على دليل الاستخدام لهذا النظام، والذي قدم صوراً لشاشاته، ومنها خرجت بهذا الاستنتاج، فهو يبشر بتواجد كثير من الأدوات التي يمكن أن يفيد منها الطالب، وقد تمنيت أن تكون فوراً متاحة للجميع، لكي يستفيد منها أبناؤنا الطلاب، فقد ذكر ما يلي: «مسارات تعليمية متنوعة تلبي الفروق الفردية للطلاب وتدعم تعلمهم، مدعومة بأداة تأليف إلكترونية»، و«بنك أسئلة يتضمن أكثر من 100 ألف سؤال إلكتروني محكّم للمقررات الدراسية كافة»، و«أكثر من 45 ألف محتوى رقمي تعليمي متنوع مرئي، كرتوني، العاب، تفاعلي»، و«أكثر من 450 ألف خطة درس إلكتروني بمشاركة المعلمين»، و«محتوى معزز للتعلم، إسهامات المسلمين، القيم التربوية، نادي القراءة، المعاجم اللغوية المصورة»، و«قنوات تطوير ذاتي، ومجتمع مدرسي تفاعلي».
وقد حاولت الأسبوع الأول من إيقاف الدراسة الدخول إلى النظام مع أحد أبنائي، ولكن فوجئنا بأن النظام يقول لنا أهلاً بكم في مدرسة «كذا» ووضع اسم مدرسة ابني، ثم ذكر أن المدرسة ليست مفعلة في النظام، ثم كررت المحاولة لابني الآخر في مدرسة أخرى، ثم ابنتي، ووجدت نفس النتيجة، فسألت أحد الزملاء العاملين في تقنيات التعليم.. هل هذا النظام يعمل؟ فأجاب بأنه لم يفعل بعد، وليست لديهم معلومات وافية عنه! وهنا أسقط في يدي، فأنا دخلت من خلال الرابط الذي أعلنته الوزارة عبر حسابها الرسمي في تويتر، وكتبت ما نصه: «#وزارة_التعليم تتيح للطلاب والطالبات التعليم عن بُعد عبر منصة المدرسة الافتراضية (http://vschool.sa)، بشكل متزامن كبديل لإتمام العمليات التعليمية»، ثم اكتشفت لاحقاً أن النظام تم تفعيله لمدارس محددة وهي مدارس القطيف، ويبدو أنهم واجهوا صعوبات أيضاً، ولم تكن هناك أية إشارة لذلك عبر تويتر أو عبر موقع الوزارة الرسمي، ثم تابعت لاحقاً فأعلن أنه سيفتح هذا الأسبوع، ولكن مرة أخرى لم يحدث شيء، وعموماً أنا واثق أن الزملاء بالوزارة يبذلون جهوداً كبيرة لأجل تحقيق نتائج مرضية، وفقهم الله وأعانهم وبارك في جهودهم.
على أية حال سوف أعلق تعليقاً واحداً حالياً على ما لمحته من شاشات لنظام التعلم الإلكتروني هذا، وهو أني أتمنى أن تكون لغة القوائم مزدوجة عربي وإنجليزي معاً، ومع أنها الآن بالعربي فقط وهو أمر جيد ومناسب لطلابنا لكن نحن نهدف أيضاً إلى أن نؤسس لديهم ثقافة التعامل مع أنظمة التعلم الإلكتروني، وهي تقريباً متشابهة وتستخدم غالباً نفس المصطلحات في قوائمها، فلو جعلنا المفردة الإنجليزية بجوار العربية في نفس الشاشة، سيساعد ذلك الطالب على أن يتعود على النظام ومصطلحاته، فمتى ما انتقل إلى نظام عالمي بالإنجليزية لن يجد صعوبة في تشغيله، وأفضل تشبيه لهذا الأمر هو ما تعودنا عليه جميعاً وهو مثلاً برنامج وورد، فكلنا نستخدم الأمر (حفظ) ويقابله Save لكي نحفظ الوثيقة التي نكتبها بهذا البرنامج العظيم، ولذلك لم تعد هاتان المفردتان غريبتين علينا ونفهمهما معاً.
وحيث لم يعمل النظام كما أسلفت، فقد يممت وجهي شطر قناة «عين» التعليمية، والتي سوف أتحدث عنها في مقالة قادمة -بإذن الله- فابقوا معنا وحافظوا على أنفسكم من العدوى بالحرص الشديد على نظافة الأيدي، وابقوا في البيت.