بتاريخ 6 - 6 - 1441هـ نشرت إحدى الصحف الإلكترونية خبراً بل بشرى جاء فيه : وجَّه رجال أعمال بتوظيف شاب يعمل مع إحدى شركات التوصيل عبر التطبيقات الذكية في إحدى شركاته، وذلك بعد أن أوصله إلى مقر عمله.
وقال رجل الأعمال ويدعى المهندس عثمان الغامدي إنه استقل إحدى سيارات «أوبر» للذهاب إلى عمله في أحد المشاريع بالرياض، وكان يقودها شاب تعرف عليه وعلم أنه متخرج حديثاً من جامعة المجمعة في تخصص الهندسة المدنية، وأنه يبحث عن وظيفة.
وقد أُعجب الغامدي بعصامية الشاب، لذا وجه بتوظيفه في أحد المشاريع التابعة لشركته، مضيفاً «الرزق ما له توقيت»، هذا كل الخبر.
لا شك أن هذا الشاب الجامعي إنسان عصامي إذ إن مؤهله الجامعي لم يمنعه من البحث عن عمل أي عمل ليعيش من عرق جبينه، وقد يكون هناك من خلفه من ينتظر يوم تخرجه ليدخل معارك الحياة لكسب العيش له ولمن يعولهم، فقد يكون تحت يده أبوان أو أحدهما، {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (24) سورة الإسراء، وربما إخوة وأخوات يشبهون أفراخ مرخ (ماذا تَقولُ لِأَفراخٍ بِذي مَرَخٍ، زغب الحَواصِلِ لا ماءٌ وَلا شَجَرُ). فهذا الشاب لم ينتظر وظيفة تتناسب مع مؤهله الجامعي، بل قَبِل بتلك المهنة (سائق) ليعيش ويفتح بيتا، فنعم الشاب أنت، وأنعم بك من إنسان، ومن ثم فلا شك ولا ريب أن المهندس عثمان رجل كريم غلفته الإنسانية بالتجرد عن تلك العلل التي يتبجح بها الكثير من أصحاب الأعمال والشركات والمؤسسات التي يشترطونها فيمن تقدم إليهم طالبا العمل ولو بأقل الأجور، ناسين أن كل ما لديهم من الوافدين المهرة أنهم لم يأتوا للعمل وهم مهرة بل اكتسبوا المهارة من ممارسة العمل لدى تلك الشركات والمؤسسات، لأن المهرة يفضلون البقاء في بلدانهم والمهارة لا تأتي مع الخريج وإنما تأتي مع التدريب بالعمل، وأبناؤنا أذكياء سريعو البديهة سريعو الفهم، ومن ثم لم يفكر المهندس بالراتب الذي سيدفعه للشاب وإلا فبدلاً منه وافد بنصف راتبه أو أقل، ولذا نقول للمهندس عثمان شكراً لك على تلك الأريحية، وشكرا لك لنظرتك الثاقبة إلى الشاب، جازماً أنك بهذا الفعل حقنت في هذا الشاب التضحية والإخلاص، وأؤكد أنك ستربح بسببه الكثير والكثير أولها البركة في محصولك (ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه).
أكثر الله من أمثالك وعسى أن يكون فعلك هذا بادرة خير يقتفيها أمثالك من رجال الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات الذين نتمنى منهم أن يساهموا بخدمة وطنهم ومواطنيهم، وأن يتجهوا لتحقيق رغبة الدولة في القضاء على البطالة. وبالله التوفيق.