خالد بن حمد المالك
المملكة ليست حالة استثنائية بين دول العالم في ظهور أعراض فيروس (كورونا) في أراضيها وإصابة عدد من الناس، ووفاة عدد آخر، بل إنها كما غيرها - رغم كل الاحتياطيات - سوف تعلن تباعًا عن المزيد ممن يكونوا قد أصيبوا أو توفاهم الله، أو يكونوا من المتعافين، فانتشار هذا الوباء الخطير واكتساحه لدول العالم، وعدم اكتشاف لقاح له حتى اليوم، رغم الحرب الشرسة التي تقوم بها دول العالم، وإن كان ذلك يتم بدون تنسيق أو تعاون فيما بينها، مع شديد الأسف.
* *
ومع التأكيد على أننا نرفض مصاحبة تطورات هذا الفيروس بالشائعات، أو الاعتماد على مصادر غير موثوقة في نقل المستجدات عنه، فإن من الطبيعي أن نكون مع سياسة التعامل معه بأقصى درجات الشفافية، في نقل كل المستجدات سيئها وجيدها، ووضع الناس أمام كل الحقائق، وفي أجواء كل تطور أو مستجد له صلة، بأسلوب لا يثير الخوف، بقدر ما يضع الجميع أمام الحقائق، ليساعدوا أنفسهم ويعينوا غيرهم في تجاوز هذه الأزمة.
* *
وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة اعتاد مع فيروس (كورونا) تكرار ظهوره، وقد أجاد كثيرًا في طمأنة الناس، بأن وضعهم في أجواء تطورات هذا الوباء بعرض مقنع، ومعلومات مطمئنة، ونصائح إذا ما أُخذ بها فسوف تساعد على تطويق هذا الوباء، والقضاء عليه إن شاء الله. خاصة مع هذا الاستنفار الكبير والواسع الذي تقوم به وزارة الصحة مدعومة من الملك وولي العهد، ومساندة من كل أجهزة الدولة دون استثناء.
* *
لقد كانت الجهوزية والاستباقية في مواجهة (كورونا) والتعامل المبكر معه، أهم أسباب تضييق الخناق عليه، والحد من انتشاره، مما جعل المملكة بين أقل دول العالم في عدد الإصابات والوفيات، مع أنها بحكم وجود الحرمين الشريفين، ومساحتها الواسعة، وكثافتها السكانية التي تربو على أكثر من ثلاثين مليون مواطن ومقيم، مهيأة لتفشّي هذا المرض لولا الاستعدادات المبكرة، والعمل الدؤوب وقبل ذلك توفيق من الله الذي ووجه به هذا الوباء.
* *
وعلينا أن نعترف بأن المعركة الشرسة مع (كورونا) لم تنته بعد، فما زال الطريق وعرًا نحو القضاء عليه، غير أن ثقتنا كمواطنين ومقيمين في تعامل الدولة مع هذا الوباء، ثقة عالية وكبيرة، وبالتالي فهي تطمئننا على أن نهاية المعركة ستكون لصالح هذا الجهد الكبير الذي يُبذل، وأن الانتصار على هذا المرض سيكون بأقل الخسائر البشرية، وفقًا لما نراه من عزم وتصميم وإرادة قوية تقودها وزارة الصحة، ومعها كل أجهزة الدولة المعنية في الوزارات والهيئات والمؤسسات، محاطة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وتعاون من المواطنين والمقيمين، فالجميع معني بالتصدي لـ(كورونا) حتى يختفي ويزول ولا يكون له من أثر في بلادنا إن شاء الله.