عوض مانع القحطاني - الرياض:
أكد الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير على أهمية دور المسؤولين بكافة الإدارات الحكومية وتعاون الجهات فيما بينها لتسهيل تنفيذ أي مشروع يخدم المنطقة، مشدداً في الوقت ذاته على أنه لن يسمح بأي تقصير أو تهاون يصدر من قبل أي مسؤول، وسوف تتم محاسبة من لم يؤدي واجبه بالشكل المطلوب، وقال سموه: «إن التراخي في أداء الواجب مع القدرة عليه لهو أثم عظيم».
جاء ذلك خلال رعايته ورشة عمل «كيفية التخلص من النفايات الطبية ومياه الصرف بمستشفيات منطقة عسير.. المشاكل والحلول»، والتي عقدت بديوان الإمارة بحضور مديري الشؤون الصحية بعسير وبيشة وجميع مديري القطاعات الصحية ومديري المستشفيات بالمنطقة، وعدد من الجهات ذات العلاقة، بينها أمانة عسير، وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، والمديرية العامة للمياه، وهيئة الأرصاد وحماية البيئة، والشركات المتعاقدة في نزح وتفريغ مياه الصرف والنفايات الطبية «الصلبة والسائلة» بالمستشفيات، وعدد من أعضاء المجلس البلدي بأمانة عسير.
وفي بداية الورشة عُرض مقطع فيديو للقاء أمير المنطقة الأسبوع الماضي بمواطن في المجلس العام بالإمارة يشكو تضرر الحي المجاور لمستشفى أبها للولادة والأطفال بالمحالة من انبعاث رائحة كريهة نتيجة نقل المخلفات الطبية ومياه الصرف الصحي بالمستشفى عن طريق صهاريج الشفط والتفريغ، حيث طلب سموه إحضار مدير المستشفى عن طريق الاتصال الفضائي، وكذلك مدير عام المياه في عسير، وأمين منطقة عسير ووكيل إمارة منطقة عسير المكلف، وتم خلاله مناقشة شكوى المواطن، وبناءً على ذلك صدر توجيه الأمير تركي بن طلال بعقد هذه الورشة لبحث كيفية التخلص من النفايات الطبية ومياه الصرف في جميع مستشفيات منطقة عسير كافة.
وأشار أمين منطقة عسير إلى الخطورة الناتجة عن المخلفات الطبية وضرورة التخلص منها بالشكل السليم، مبيناً دور الأمانة في هذا الشأن، وأن العمل جارٍ على إنشاء مرمى النفايات والمردم النموذجي الجديد، فيما أوضح مدير عام المياه بعسير أن بعض المستشفيات لديها محطات تنقية ثلاثية، وتستخدم شبكة الصرف الصحي التابع للمياه لتصريف مخلفات المياه، فيما أوضح ممثل هيئة الأرصاد وحماية البيئة أنه يوجد شركة مصنفة تم التعاقد معها لنقل المخلفات الطبية الصلبة والسائلة من المستشفيات إلى المردم الخاص بالشركة في وادي بن هشبل ومنه إلى مدينة رابغ، وفق العقد المبرم بين الصحة والشركة بإشراف هيئة الأرصاد وحماية البيئة.
وتحدث ممثل الشؤون الصحية بعسير ومدير صحة بيشة عن المستشفيات المرتبطة بالشبكة والغير المرتبطة والمستشفيات التي بها محطات تنقية، فيما أوضح مديري المستشفيات بعدد من المحافظات عدم وجود محطات تنقية لديهم، وأنه يتم نقل المخلفات الطبية بنوعيها إلى مرمى ومرادم البلديات رغم خطورة ذلك؛ بعد ذلك تداخل عدد من مديري المستشفيات ورئيس وأعضاء المجلس البلدي لمناقشة المشكلة وطرحت بعض المقترحات.
وانتهت الورشة إلى عدد من القرارات والتوصيات لحل هذه المشكلة والتي جاء في مقدمتها بحث وضع محطات معالجة مياه الصرف في كافة المستشفيات، وإلزام جميع المستشفيات بمعالجة المخلفات الطبية بأنواعها وفق ما نص عليه الأمر السامي الكريم المنظم لذلك.
فيما صدر توجيه أمير منطقة عسير بإيقاف نزح المياه إلى مرامي البلديات وبطون الأودية فوراً، وتعديل الأثر البيئي، على أن يتم عقد اجتماع مصغر الأسبوع المقبل مع قيادات الجهات المعنية لمتابعة ما تم حيال ذلك.
كما وجه سموه بإيقاف نزح مياه الصرف إلى مرامي البلديات وبطون الأودية فوراً، ودراسة وضع محطات المعالجة الثلاثية أو خزانات بكافة المستشفيات التي يزيد صرفها الصحي عن 500م3، وإلزامها بمعالجة المخلفات الطبية بأنواعها وفق ما نص عليه المرسوم السامي الكريم المنظم لذلك. من جهة أخرى وجه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير كافة المسؤولين بالالتزام بالتوجيهات الصادرة من المؤسسات الأمنية والصحية لمواجهة كورونا وأنه ليس خيارا، بل هو فرض لازم، لأن أي ترك للتوجيهات أو إهمال في تنفيذها سيمس صحة المجتمع كله، وستتولى الجهات الأمنية اتخاذ كل ما يلزم لضمان تنفيذ توجيهات الدولة أعزها الله على أكمل وجه، أزمة سنتخطاها بتوفيق من الله ثم بجهود المخلصين والمخلصات في مؤسساتنا الصحية والأمنية الذين نشكرهم ونشرف *بتذليل جميع الصعوبات* لنجاح مهمتهم الوطنية.