يوسف بن محمد العتيق
يكون لديك قطيع من الغنم فتهرب إحداهن يمنة أو يسرة فتترك قطيع الغنم بأكمله، وتبحث عن الهاربة أو المختفية أو المتأخرة عن القطيع!
هل هذا تصرف صحيح؟
تترك قطيع الغنم بأكمله وتلاحق الهاربة وقد لا تكون أميزهن أو أغلاهم أو اسمنهن؟!
هذه الإشكالية المطروحة قديمًا وحديثًا، لماذا يطارد الإنسان من يتركه ويبحث عمن يتخلى عنه، ويهتم أكثر بمن يختلف معه أكثر ممن يتفق معه، ويركز على من ينتقده أكثر ممن يثني عليه، ولماذا حين نقيم وليمة ويغيب أحدهم نسأل عنه ونهتم به على حساب الحاضرين الذين أكرمونا بالحضور، وحين يلقي أحدنا قصيدة أو كلمة تجده لا يهتم كثيرًا من تفاعل معه ويسأل لماذا صمت فلان وفلان ولم يعلقوا!؟
قد يكون هذا التصرف مقبولاً في أوساط عموم المجتمع، لكن أن تكون هذه المنهجية عند المثقف والنخبة سيكون لها تبعات متعددة أبرزها أن ينتقدك الآخرون حتى تلتفت لهم، إضافة إلى أنك حين تتحدث أو تكتب لا تفكر في من حولك بل كل تركيزك على خصومك.
وهنا السؤال عن هذا السلوك الذي قلما يخلو منه بشر، لماذا نبحث عن الغنمة الشاردة على حساب بقية الغنم؟