كلمة وعي تعني بشكل عام التمييز بين ما هو حسن وسيء في جوانب عدة لدى كل فرد، نأخذ من هذه الجوانب جانب الوعي الحضاري الذي يرتبط بالسلوك والأفعال التي تعد واجهة معبرة تعكس واقع كل مجتمع تعطي تقييمًا حقيقيًا عن مستوى رقيه سنحصره هنا في الوعي الأخلاقي الذي يعد هو الأبرز وهو ارتقاء في التعامل مع الواقع ظاهريًا وباطنيًا، في الظاهر قائم على حسن الأدب في التحدث والمعاملة، وفي الباطن شعور بالمسؤولية والالتزام والإخلاص بالعمل، الذي كان سببًا رئيسًا في نهوض البلدان التي شقت طريقها نحو التطور والإنتاج وخصوصًا في مجال الصناعة ولعل النمور الآسيوية خير مثال، التي طبقت الجانب الأخلاقي في العمل بدقة مقرون بالجد والجهد والمثابرة والحس الوطني من قبل شريحة واسعة في هذه المجتمعات فكان الأثر واضحًا في الولوج إلى عالم البلدان المتقدمة صناعيًا. إن مشكلة مجتمعنا أنه يفتقد إلى الوعي الجماعي الأخلاقي وهذا ما نلاحظة في سلوكيات وأفعال في واقعنا سوء في العمل وغيره هي في بعض الأحيان متدنية بشكل مزرٍ ومخجل والأرقام والإحصاءات تشهد بذلك التي نعاني منها على نحو مفزع تمثل العائق الفعلي في الوصول إلى إنتاجية حقيقية متقدمة.