سلطان بن محمد المالك
قرارات مهمة من حكومتنا الرشيدة -رعاها الله- شملت إقرار والموافقة على الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية بالمملكة، وتبعها إنشاء وزارة السياحة، ومن ثمّ إنشاء الهيئة السعودية للسياحة، كلها تؤكد اهتمام الحكومة الرشيدة بدعم وتشجيع السياحة وجعلها أحد الروافد المهمة لازدهار ونمو وتقدم الوطن.
سعدنا كثيراً بقرار مجلس الوزراء الموقر الأسبوع الماضي بالموافقة على إنشاء الهيئة السعودية للسياحة، وتضمين كلمة (السعودية) فيها، وهذا ما سوف يساعد على تسويق الهوية الوطنية (السعودية) للخارج، كما أن ربط اسم السعودية بالهيئة ذو أبعاد إيجابية كبيرة مستقبلاً، كما سرنا كثيراً أن إحدى مهام الهيئة هي إعداد وتسجيل علامة تجارية للسياحة في المملكة في الوجهات السياحية الوطنية كافة، وهذه إحدى ركائز تعزيز الهوية الوطنية.
ولعلي أقف عند إحدى أبرز مهام الهيئة الجديدة، وهي ما يخص قيامها بدور مهم في التسويق والعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على ضمان وجود الركائز والدعائم اللازمة من منتجات ومشروعات وخدمات سياحية في المملكة وفقاً لأعلى المعايير العالمية، والترويج لها لدى الفئات المستهدفة محلياً وعالمياً في ضوء استراتيجية القطاع السياحي التي بدأ تطبيقها منذ شهر محرم الماضي. الهيئة الجديدة سوف تعمل جنباً إلى جنب مع الهيئات الأخرى التي تتقاطع معها مثل هيئة الرياضة وهيئة الترفيه وهيئة الاستثمار وبرنامج جودة الحياة وغيرها في سبيل تحقيق أهدافها ومهامها.
في مملكتنا الغالية لا ينقصنا شيء لنكون إحدى أفضل الوجهات السياحية العالمية، فقد وهبنا الله جمالاً في الطبيعة والمكان فكل مقومات السياحة متوافرة لدينا، كما أن لدينا مشاريع سياحية جبارة يتم العمل عليها الآن مثل نيوم والقدية وأمالا ومشاريع البحر الأحمر والعلا والدرعية والسواحل والمتنزهات البرية والجبلية، لدينا بنى تحتية جاهزة، لدينا طاقات بشرية مدربة ومهيأة للعمل في القطاع السياحي، لدينا شعب مضياف ويحب الزائر أياً كان جنسه، والأهم لدينا دعم منقطع النظير من قيادتنا الرشيدة. كلنا ثقة أن المملكة بحلول 2030 سوف تكون واحدة من بين أكثر 5 دول تستقبل السياح على مستوى العالم، وسوف ترتفع مساهمة القطاع السياحي إلى 10 % بدلاً من 3 % من إجمالي الناتج المحلي.
كل ما هو مطلوب خلال المرحلة المقبلة، أن يتكاتف الجميع مع الوزارة الجديدة بقيادة وزيرها الشاب معالي الأستاذ أحمد الخطيب وفريق عمله المتحمس والهيئة الجديدة، سواء الجهات الحكومية أو القطاع الخاص، وأن يتم الاهتمام من الهيئة بشكل أكبر بالتسويق بكل عناصره، وأن تنفذ استراتيجية القطاع السياحي وفق خطط تسويقية فعالة، وأن نعتمد على كوادرنا السعودية المتخصصة في حقل التسويق لتكون هي من يسوق ويروج للمملكة، وشبابنا وبناتنا جاهزون للمهمة.