د.عبدالعزيز العمر
في الأسبوع الماضي تم الإعلان عن توقف الدراسة النظامية في المدارس والجامعات، كإجراء احترازي تقوم به بلادنا في مواجهة فيروس الكورونا. وترتب على ذلك أن قمت ولأول مرة في حياتي بتقديم محاضراتي من منزلي لطلابي وطالباتي (دراسات عليا) في منازلهم، وذلك عن طريق المنصة الإلكترونية «بلاكبورد» التي توفرها الجامعة، ولابد من القول إن تقديم المحاضرات عن طريق الشبكة العنكبوتية (عن بُعد) هو أمر مألوف وممارس من قبل معظم أعضاء هيئة التدريس في الجامعات عمومًا. لكن التحدي الأكبر اليوم هو أن ننشر هذه التقنية التعليمية بنجاح في كل مدارس التعليم العام، وأكاد أجزم أن هذا أمر ميسور، بل وممكن جدًا. مدارسنا في حاجة ماسة إلى استخدام تقنيات الاتصال عن بُعد، خصوصاً أن عامنا الدراسي يتآكل بفعل التوقفات المتكررة عن الدراسة. أتذكر بهذه المناسبة أن إحدى المدارس المتوسطة في إحدى الولايات الأمريكية فشلت في الحصول على معلم رياضيات متميز بالمعايير التي تحددها، فقامت بالتعاقد مع معلم رياضيات متميز من خارج الولاية ليقوم بتقديم دروس الرياضيات عن بُعد لطلاب تلك المدرسة، وذلك بوجود مشرف مع الطلاب. والنتيجة المذهلة كانت أن الفصول التي تم تدريسها عن بُعد (من خارج الولاية) كان أداء طلابها في الرياضيات أفضل من تلك الفصول التي تم تدريسها بالطريقة التقليدية.