عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) أعتقد أن عدة معوقات وحواجز تواجه النصر حتى لا يكرر الإنجاز والتميز مرة أخرى بتحقيق لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان لموسم آخر، ويسجل إنجازاً للمسمى الجديد، فتم تصعيد مشاكل النادي ومنسوبيه وتحديداً مع المهاجم العالمي حمد الله ولاعب وسط الميدان البرازيلي بوتريس ومحاولة ضرب العلاقة بين اللاعبين داخل الفريق، ناهيك عن التشكيك في منح الفريق حقه تحكيمياً رغم تعرضه للظلم في أكثر من لقاء، ومع ذلك صمد الفريق ومدربه ولاعبوه في وجه هذه المشاكل حتى إن بعضهم عندما لا يجد ما يقوله وما يطرحه يهمز ويلمز على توثيق البطولات، وكان النصر ومحيطه يشكو من هذه النقطة مع العلم أن العالمي يكفيه تحقيق جميع الألقاب والبطولات حتى إنه نال شرف تمثيل القارة عالمياً كأول آسيوي يحرز هذا الإنجاز، ولكن هذا هو قدر الفريق البطل الذي ما إن توج بكأس دوري الأمير محمد بن سلمان كأول فريق ينال شرف حمل اسم البطولة إلا ويحقق بطولة كأس السوبر لنفس الموسم وتضاف إلى سجل بطولاته الكثيرة ومن أجل ذلك يحاول بعضهم إعاقته والوقوف في وجهه بعدة أساليب وطرق مختلفة ومع كل هذه المعوقات والحواجز التي وضعت لإيقاف مسيرة العالمي، تأتي المصيبة العظيمة والكبيرة من داخل البيت في ظل استمرار إدارة تفتقد للكثير من مقومات النجاح لتقود ناديا عظيما وكبيرا كنادي النصر العالمي، فالإدارة الحالية تفتقد إلى عدة جوانب ومقومات لتتمكن أن تقود الكيان كأي إدارة سابقة ولو على الأقل الإدارة الماضية، وقد يكون من أهم أسباب الفشل المصاحب لهذه الإدارة قلة وغياب الخبرة الإدارية الرياضية إضافة إلى افتقادها إلى فن التعامل مع النجوم المختلفة في تفكيرها وأسلوب احترافها ومختلف مدارسها وتباين ثقافتها، كذلك تفتقد الإدارة الحالية إلى أسلوب التعامل مع المدرب ومحاورته ومناقشته فيما يخص الفريق فنياً وإدارياً ولو كانت تملك ذلك لما استمر اللاعب أحمد موسى واستمر فشله ومعاناة الفريق بسببه، ناهيك عن عجزها وحيرتها في حل أبسط المشاكل والمعوقات التي تعترض مسيرة الفريق والنادي بصفة عامة مما أحبط المدرج وكل محب، وقد تجد كثيرا من أنصار العالمي مبتعدا حتى رحيل هذه الإدارة الفاشلة لأن الأيام والأحداث أثبتت عدم مقدرتها على حل ومعالجة الأمور البسيطة والشائكة وعدم مقدرتها على السير بالنادي ليستمر في القمة أو يسجل أي تميز يطمع له جمهور الشمس.
إن كل ما تملكه هذه الإدارة هو تكملة والسير لما خلفته وصنعته الإدارة السابقة بقيادة الرئيس الاستثنائي الشامخ وقد يكون أول خطأ ارتكبته الإدارة الحالية عندما قامت بإلغاء عقد الكادر الطبي السابق وإحضار كادر طبي جديد فاشل لا يستطيع تحضير اللاعب المصاب كما يجب، بل إن اللاعب يمضي أشهرا ليتم معالجته وشفاؤه ولكم في الجبرين والخيبري والعبيد أكبر دليل ناهيك عما يتعرض له اللاعب الكبير نور الدين مرابط حالياً فشتان بينما كان يجده الموسم الماضي وبين ما يحظى به الموسم الحالي من فارق إمكانات ومقدرة على علاجه وتأهيله وجعله جاهزا لأي لقاء مهم للفريق، وهذا أكبر دليل على أن الجهاز الطبي ليس بالمستوى المطلوب بل يوما بعد الآخر يثبت فشله الذريع والسبب الإدارة التي تعاقدت معه بعدما ألغت عقد الكادر المميز الذي من قبله.
تواصل هذه الإدارة إخفاقاتها وفشلها المستمر والقشة التي قصمت ظهر البعير وتأكيدا للفشل العام للإدارة ومنسوبيها ذلك التعاطي غير الاحترافي والسيئ مع النجم عبدالرزاق حمد الله ومحاولة تطبيق النظام في حقه في وقت غير مناسب وبطريقة وأسلوب غير جيد، فأسلوب التعاطي مع المشكلة غير احترافي البتة، وغير مثالي ناهيك عن عدم حل المشاكل داخل البيت النصراوي والذي يفترض أن تكون بين مدير أعمال اللاعب ومسؤول الاحتراف وإبعاد اللاعب عن أجواء المشاكل والمشاحنات فجميع إدارات الأندية لها مشاكل مع لاعبيها ومدربيها وإدارييها، ولكن جميعها تحل أو تنتهي في مكانها وليس عبر المنابر الإعلامية وطرحها أمام الرأي العام.
الواضح أن قدر الشراكة لا يمكن أن يفوح فتدخل بعض أعضاء الشرف في عمل الإدارة أحد أسباب الفشل ولعدم وجود التخصص في المجال الرياضي وجهل العمل الإداري جعل الأمور تزيد سوءاً، وأكبر دليل أن أسلوب المدرب الداهية فيتوريا قد اختلف ثلاث مائة وستين درجة، وكأنه يبحث عن الرحيل فبعد أن كان يعزِّز ويعتمد على الوجوه الشابة أمثال العمري والبريكان والدوسري أصبح يمنح الفرصة لرجيع اللاعبين والمنتهين فنياً خاصة في خط الظهر والوسط رغم أنه يمتلك مجموعة من اللاعبين المميزين وغير متوفرة في أي فريق آخر، واليوم بعدما سجل الفريق تراجعا رهيبا منذ بداية القسم الثاني من الدوري بثلاثة تعادلات وخسارة نتيجتها استنزاف تسع نقاط نقول مبروك دوري الأمير محمد بن سلمان في نسخته الثانية للهلال الذي يغرد وحيداً دون منافس بعدما ابتعد النصر العالمي وتراجع بمباركة من إدارة سبق أن ذكرت وبينت عنها الكثير واليوم أكررها أن كيان نادي النصر السعودي أكبر منها وبمراحل وفاقد الشيء لا يمكن أن يعطي.
نقاط للتأمل
- بخسارة فريق النصر لقاءه السبت الماضي يكون قد ابتعد بمسافة كبيرة عن اللقب والخسارة غريبة عجيبة، وقد تكون تشكيلة فيتوريا الغريبة سبباً رئيسياً للخسارة، فإبعاد المتألق عبدالإله العمري والزج بالمبتعد عمر هوساوي غلطة لا تغتفر ناهيك عن الاعتماد على الضعيف الجميعة وعدم وجود النجم القادم الغانم مما سبب شرخاً كبيراً في عمود الفريق الأساسي وإذا ما خاب ظني أن المدرب غير مستقر وغير مرتاح وفقد الكثير مما كان يجده الموسم الماضي ويرغب في الرحيل، والله أعلم.
خاتمة
نعم، كلنا سلمان كلنا محمد كلنا خلف قيادتنا وولاة أمرنا كلنا خلف ملك حكيم وولي عهد أمين وشعبنا ولله الحمد شعب عظيم شعاره الدائم من سالمهم سالمناه ومن عاداهم عاديناه وهذا الأمر بايعنا عليه وعاهدنا الله به والأمر من قبل ومن بعد لله.
(وعلى الوعد والعهد معكم دائماً عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.