د. حسن بن فهد الهويمل
تظل الفعاليات، واللقاءات على هوامش معارض الكتاب، ممتعة، ومجدية، يجد فيها المتسوق، والمتزود مكتسبات غير منظورة. إذ كل الفعاليات الثقافية تتم على هوامشها أشياء محببة، من أهمها للقاءات الأخوية، والسهرات الممتعة، والمفيدة.
في (أبهاء الفنادق) تمتد السهرات حتى الهزيع الأخير من الليل، وفي هذه الجلسات تدور أحاديث أدبية، وذكريات عذاب، كم أوحت لي نتائجها ببحوث، ومحاضرات ومقالات، لم تخطر لي على البال من قبل.
على هامش معرض الكتاب بمدينة (عنيزة) لقيت الإخوة الدكاترة: محمد الربيع، عبدالله الحيدري، حمد الدخيل، والأستاذ سعد العتيبي.. جاؤوا من الرياض، لزيارة المعرض، وفي استراحتي كان غداء عمل مفيد و:- ما أطيب اللقيا بلا ميعاد - كان لقاءً ثقافياً ممتعاً، ومفيداً، سبقه لقاء أمتع في بيت الدكتور حمد السويلم، دارت في الجلستين أحاديث عن المعارض في الوطن العربي، وأهمية المعارض في المملكة، وسعي دور النشر العربية للمشاركة، نظراً للقوة الشرائية.
كنا نظن أن الكتاب في ظل المكتبات الرقمية سيفقد بعض مواقعه، والحق أنه لمّا يزل يحتفظ بكل أهميته. فالمعلومة المقروءة بين دفتيه أمتع، وأرسخ في الأذهان من المعلومة المكتسبة من أي مصدر آخر.
الزميلان: محمد الربيع، وحمد الدخيل موسوعتان تمشيان على الأرض: ثقافة، وخبرة، ولهذا لا يُمل مجلسهما.
لقد دار الحديث حول التحولات الثقافية في المملكة، واتساع رقعتها، وتنوع مسؤوليات (وزارة الثقافة) وأهمية (الأندية الأدبية) التي لم تأخذ وضعها الطبيعي بعد تذبذبها بين وزارات (الثقافة، والإعلام، والعمل). أتمنى تحويلها إلى مؤسسات أهلية، على شكل جمعيات تدعمها (وزارة العمل) من خلال هذه الصفة، وتدعمها (وزارة الثقافة) بوصفها ممثلة للثقافة في أهم مجالاتها (الكلمة) بجمالها، وجلالها، وتدعمها (وزارة الإعلام) بوصفها تُجسر الفجوات بين شرائح المثقفين في الوطن العربي. (ثقافة الكلمة) مهمة بوصف الإعلام سلطة رابعة، وهو الأقوى في صناعة الأنساق الثقافية. خطرات مهمة، تنشئها اللقاءات على هامش الفعاليات الثقافية. ما لا نوده تقليص تلك الفعاليات بسبب تفشي (فيروس كورونا).
المملكة تعيش حراكاً متعدد الاتجاهات، متنوع الأغراض، والاحتياطات المسددة التي تتخذها جهات الاختصاص لا شك أنها تؤثر على هذا الحراك الذي تتميز به المملكة..!