الجزيرة الثقافية - محمد هليل الرويلي:
ردة فعل غير متوقعة ومستغربة، قد تكون أبرز حدث أشعل المشهد السعودي هذا الأسبوع، إثر إعلان الفنان (عبدالمجيد عبدالله) إغلاق حسابه في تويتر..
فيما كان أسهل حل قبل اندلاع الجدل واحتدام الآراء وكأنه لم يرها «التجاهل»، كما أشار كثير ممن تناولوا القضية.
وفي الوقت الذي رفع فيه محبو الفنان أكثر من «هاشتاغ» للمطالبة بعودته - قبل أن يعلن بعد ذلك عودته - وللتعبير عن مدى حبهم له وللقيمة الفنية الفنية التي ينتجها، ظل فريقًا أخرًا يطرح أراء مختلفة، ردًا على تدوينته (مشواري الفني 36 سنة، وكل هذه الألفاظ أسمعها وأنا في الخمسينيات من عمري، طز في الفن، وطز في تويتر، وطز في كل إنسان أرسل كلام جارح..)،
ووجه المفكر د. عبدالله الغذامي رسالة عبر حسابه: لو خرج كل واحد منا كلما استفزه الناس، لما بقي شيء نتعلمه من الحياة، ولما بقي شيء نقدمه للناس.
طبيعي جدًا أن يكرهنا بعض أناس وأن يشتمونا ويستفزونا، ولكن ليس طبيعيا أن نترك الفضاء لهم وننهزم أمام القبحيات. وهنا دار التعليق حول هذا المصطلح (القبحيات) كما ظهر في نص تعليق د. ماجدة هاتو: من الجميل ألا نترك (القبحيات) تُعَكِر سلامَنا الروحي.. لانَ الوقوف عند كل محطات (القبح)، قد يكون سببا يُعِيق مسار سلامنا الروحي..
أما «عناد اللحيدان» فقد تناول الحالة بتأييد لقرار الفنان عبدالمجيد، ضمنة بلغة الأرقام الكبيرة من العامة: دكتور لو تسمح لي: ما هو كل الناس نفس بعض، أنت تتكلم عن الحالة المثالية، لكن يبقى هو بشر وقد لا يتحمل بعض الإساءات، خصوصا لو كانت من أعداد كبيرة جدا مثل ما حصل للفنان. ولا يلام على أي ردة فعل.
وطالب «هاني البلوشي» المشاهير من الفنانين بالمسافة الكافية التي تفصلهم عن جماهيرهم، لتبقى الصورة مرسومة بالفن فقط، وقال: على صاحب أي موهبة الظهور في إطار موهبته، لا يحاول أن يكون له حضورا في كل شيء. لا يحاول الاقتراب كثيرًا من جمهوره، عليه أن يبتعد عنهم بمسافة كافية حتى تبقى صورته مرتبطة بموهبته.
وكتب «سعود العودة»:
الحكيم هو صاحب العقل الراجح والذي يضع الأمور في نصابها.. حفظ الله لنا أستاذنا الغذامي ودام لنا وللأجيال مربيا وموجها ومرشدا.. أما الأستاذ عبدالمجيد فهو رجل مرهف ومحايد على الدوام ولا يستحق الإساءة ولكنه انفجر ولم يتحمل ذلك الكم من الإساءات ربما لأن إطاره المرجعي يرفض ذلك.
وقدم «سعود» حلًا وصفه بالمبسط للخروج أو التعامل مع مثل هذه المماحكات التي يتعرض لها البعض قد تصل إلى حد البذاءة أو التنمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي: الموضوع في غاية البساطة شكوى للجهات الأمنية المختصة ستجد قانون يربي كل من لم يحسنوا أهله تربيته.
وتفصيلًا قال عمر محمد؛ العالم الرقمي يجمع آلاف المتخفين خلف أسماء مستعارة، منهم الجاهل والعاقل والعابد والفاسد والحاقد والمختل والمعتوه والمعقد و... الخ، فإن كنت تبحث عن مجتمع مثالي فستضطر للعودة إلى الخلف والتخلي عن وسائل التواصل الحديثة، يجب أن تكون اكبر من المكان لتتمكن.
كان ذلك تناولات من بعض تفاعلات متابعي الغذامي،
وفي نفس السياق كتب المفكر د. تركي الحمد معلقًا على ردة فعل الفنان عبدالمجيد والتداعيات التي أحدها إعلان إغلاق حسابه بعد أن أرفق أغنية (يا طيب القلب وينك) لعبدالمجيد، كتب معلقًا في الحساب:
طيب القلب أيها الفنان.. لن تجده في عالم العرب.. حيث جفاف الصحراء.. ووحشية القطبين.. العرب.. حالة ميؤوس منها..
وعلقت الروائية والمهتمة في الفكر والسياسة والتاريخ «مريم العبودي»: ما أحسنت يا تركي الحمد.. مشكلة العرب من بعض العرب الذين يقللون من قيمتهم أمام أنفسهم. نحن العرب أمة رائعة ونعم عندنا بعض القساة قليلو الحياء ويجب تنبيههم على نقصهم، ولكن لا ينبغي علينا قبول التقليل من شأننا خاصة ممن يحسبون بيننا أنهم النخبة
واستعجبت «فجر عبدالله»: تجاهلتم كل محبيه أمام قلة قليلة ممن لا يعجبهم أو أغلظوا اللفظ! وهذا غير عادل،
أنت أستاذي «تركي» نلت فوق ما يحمله البشر من أذى مخالفيك وما زادك إلا صلابة إيمانًا بمبادئك. وجميع من سبقوا عبدالمجيد كما تعلم، تعرضوا لأسوأ ولازال الهجوم مستمر على الكثيرين والبقاء للفن.
وأكد «عبدالله»: إن ما يحدث في التواصل الاجتماعي من «تنمر»، ليس له علاقة بما تفضلت. التنمر هنا ليس له تصنيف معين و ليس له علاقة بالجفاف والعرب، التنمر في التواصل الاجتماعي موجود في كل شعوب العالم.
وكتب محمد المري: أعتقد هذي ضريبة الشهرة وتجده موجود بكل المجتمعات. على سبيل المثال: تابع التعليقات الموجودة بحسابات المشاهير الأجانب سترانا محترمين أكثر.