أ.د.عثمان بن صالح العامر
المتابع للإجراءات التي اتخذتها الدول للحد من تفشي فايروس كورونا يدرك قيمة الإنسان في بلادنا المملكة العربية السعودية سواء أكان مواطنًا أو مقيمًا أو زائراً، من أي الطبقات هو، وعلى أي المذاهب كان، فهي ضحت بالكثير من مصالحها الاقتصادية في ظل الحسابات المادية من أجل وقاية وأمن وسلامة واستقرار من يعيش داخل حدودها، وهذا ما لم يحصل في بعض الدول التي تعد دولاً كبرى تتبجح صباح مساء بحماية الإنسان وإعطائه حقوقه كاملة غير منقوصة وأولها وأهمها على الإطلاق (حق الحياة)!
وإذا كان لنا نحن المواطنين من كلمة في هذا الظرف العالمي العصيب فهي شكر الله عزَّ وجلَّ على ما أسدى به علينا من نعم جزيلة، وأرشدنا في كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الكريم ماذا نصنع حين يحل البلاء ويقع الداء، ثم الشكر كل الشكر لقيادتنا العازمة الحازمة الحكيمة ممثلة بمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز التي أخذت زمام المبادرة في الوقاية الكاملة من هذا الداء الخطير قبل أن نحتاج إلى علاج، فكان منها الرصد والمتابعة الدقيقة، ومعرفة مكامن التسلّل والتسرّب لهذا الوباء إلى داخل أراضينا الخيِّرة، وإغلاق منافذه من أجل وطن سليم صحياً وآمان حياتياً، والشكر موصول لأصحاب المعالي الوزراء (الداخلية، والخارجية، والصحة، والتعليم، والشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والقطاعات العسكرية، والثقافة، والرياضة)، الذين اتخذوا قراراتهم المفصلية العاجلة المدروسة بكل ثقة وإقدام مع الشفافية الكاملة والطمأنة الدائمة بعيداً عن الإرجاف والضجيج، ولكل وطني مخلص في الميدان نذر نفسه من أجل هذا الوطن الغالي وقاطنيه.
إن ما اتخذ من خطوات حاسمة سريعة من أجل تقليص فرصة انتقال الفايروس على افتراض وجوده كامناً في جسد آدمي، أو عالقاً بسطح مكتب، أو مفترشاً الأرض، أو مختبئاً بين الأوراق التي لامسها شخص مصاب.. لا بد أن يتواكب معه وعي مجتمعي بأهمية البقاء بعيداً عن التجمعات البشرية إلا عند الضرورة القصوى، والحرص على اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية الشخصية التي نصح بها وأرشد إليها الأطباء أهل الاختصاص، مع ضرورة التضرُّع بين يدي الله عزَّ وجلَّ وسؤاله سبحانه وتعالى أن يدفع الوباء ويرفع البلاء الذي حلَّ بالكرة الأرضية قاطبة عاجلاً غير آجل، وأن يقينا شرَّ ما في الغيب، إنه على كل شيء قدير، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.