سهوب بغدادي
بما أننا معشر النساء حديثات عهد بالقيادة، أخذت وقتي لاكتشاف عالم السيارات بأشكالها وأنواعها اللافتة والجذابة إلا أنني كنت أركز على الجوهر أو بعبارة أخرى المحرك الداخلي، فمنها ما يعمل على الوقود وعدد منها يعمل على الديزل وهكذا. وفي خضم تمحيصي وجدت تشابهًا كبيرًا بين محرك آلة ما والإِنسان. إن لب القلب المحرك الأساس للإنسان وأقصد هنا (الحب) فهو المحرك الأولي لكل شيء نقوم به في حياتنا اليومية، إن العاطفة الإيجابية أينما حلت حل معها العطاء غير المنقطع. كما أرى أن أغلب المشاعر الإيجابية كالطموح والرأفة والتسامح، وما يزيد تنبع من جنبات الحب. فما الدافع وراء سهر الأم على راحة أبنائها؟ وما الذي يجعل المعلم يهتم لأمر طالب خارج أعتاب المدرسة؟ وما الذي يجعل الشخص ينجح ويتميز في أمر ما؟ فإن كان المحرك ينتج كل جميل وإيجابي سينعكس ذلك على حياة الفرد ومن حوله. في المقابل، إن كان محركك يخلف الرواسب السلبية سيبرز ذلك في حياتك وحياة من معك تباعًا، كما هو الحال مع محرك السيارة. جميعنا يتجنب العوادم الملوثة حين نراها فلا تكن كالمحرك الذي ينفث التلوث سواء كان ذلك لفظيًا أم فعليًا. في سياق متصل، أجد أن هنالك (محركًا خارقًا) إلا وهو حب الله رحماه الودود، فكلما كان دافعك ونيتك من قول أو فعل ما بحب وفي حب الله ورضاه سترى لطفه وعطفه بك، فحمدالله على حياة طيبة نحياها بحبك ياالله وحب من يحبك.
(كن جميلاً أينما حللت، واترك أثرًا أجمل)