خالد الربيعان
اللاعب الأكبر في كل مكان في العصر الحالي هو الإعلام، ثورة الاتصال وتقنيات ميَّزت هذه السنوات التي نعيشها لدرجة نلاحظ فيها التسارع الشديد واللهاث وراء كل خبر وكل كلمة وكل صورة وكل قصة، هذا العصر بكل ثقة يمكن أن نسميه عصر «الإعلام ووسائل الاتصال»، وراء كل نجاح حتى في عالم الرياضة بمفهومها الحديث وهي أن تكون اقتصاداً مستقلاً.
الحالات الأنجح والأقرب للكمال لم تصبح كذلك لولا الإعلام وأدواته، الرياضة الإنجليزية واقتصادها الذي يساوي 30 مليار باوند، ودوريها الأشهر بالعالم «سلعة الدوري الإنجليزي» والذي انطلق بالتسويق الإعلامي قبل كل شيء، مرتين أولهما منذ 25 عاماً والثانية منذ عامين، ومنظومة إعلامية باسم the new premier ،league، والنتيجة نراها بتسيد عالمي للساحة.. منظمات إعلامية عالمية رياضية تخطت جميع الحدود الإبداعية في عالم الإعلام الرياضي وجعلت نفسها واحداً من القوى العملاقة واللاعبة الجميلة لجميع محركات القوى الناعمة لدولها أو لسياساتها. في أمريكا في بريطانيا في فرنسا وفي دول نعرفها جيداً.
هي رسالة لمن يهمه الأمر: أن المملكة العربية السعودية إذا أرادت أن تحقق «ما لم يحلم به البعض»، وأن تكون صناعة الرياضة السعودية في مرتبة»العالمية»، فلا بد أن يكون وراء ذلك: دافع ووسيلة في ذات الوقت: منظومة إعلامية رياضية ذات رؤية ورسالة وأهداف وتنوع في قمة الاحترافية، ووفق المعايير العالمية.
منظمة إعلامية «عالمية» يصاحبها تسويق وترويج ضخم يوازي ما نريده منه - إشهار الهدف منه أن «يعرف الجميع بوجوده وميلاده»، ميثاق صارم يمنع الظواهر التي تعيب الساحة الرياضية نهائياً: من مخالفات أياً كان نوعها بدون ذكر تفاصيلها فمعظمنا يعرفها، وما يصاحب ذلك من انحراف عن «بيئة العمل الرياضي الصحية والصحيحة».
منظومة إعلامية «عالمية» متكاملة ذات كوادر وكفاءات ووجوه شابة محترفة، موهوبة، مبدعة، جادة، موضوعية في طرحها، لا تغالي في انتمائها، هذا يضمن «نتاجاً إعلامياً» صحيحاً وفعَّالاً، يخدم الأهداف التي نريدها لتطوير «صناعة» الرياضة السعودية واقتصادها.
إطار أخلاقي، واتفاق غير مكتوب بين الجميع: أن ما يحكم هو هدف معين: الوصول بالاقتصاد الرياضي السعودي لحجم يجعلنا قبل أن نفخر: نطمئن «لفعاليته» كآلية من آليات التحول الوطني، أو أهداف رؤية 2030 التي نتحرك السنوات الأخيرة في إطارها ولتحقيقها في موعدها المحدد لها.
الإعلام الرياضي منظومة «عالمية» متكاملة ومتعدِّدة الأدوات، غنية بالآليات، إبداع وأفكار وتنفيذ واحترافية، كتابة وتحليل ومونتاج وتصوير وإخراج، ثم أخيراً تسويق، وقتها يمكننا أن نتكلم بثقة عن مصطلحات مهمة و«فارقة» في تجارب الدول: كالقوة الناعمة، ودور الإعلام الرياضي في تطوير منظومة الاحتراف.
الآن نحن نعاصر وقتاً تعتمد فيه الأندية الرياضية على «منظومة الإعلام» التي تشمل «البث والتسويق والدعاية والإعلان والصحافة والتواصل الاجتماعي»: في تحقيق ثلث مداخيلها، أن يكون الإعلام هو مفتاح المداخيل لأكبر مؤسسة رياضية في العالم: FIFA، حتى تجاوز 3 مليارات دولار وأصبح أهم موارد الاكتفاء المالي لهذه المؤسسة، وأصبحت لجان التسويق والإعلام هي أهم الأوراق الرابحة في اقتصادها.. واقتصاد أي كيان رياضي ناجح.
تفاؤل
منظومة رياضية: إعلامية «عالمية»، أصبحت أهم متطلبات المرحلة القادمة، وأثق تمام الثقة أنها في أولويات القيادة الرياضية السعودية، ومن خلفها القيادة السياسية، التي أطلقت رؤية التحول الوطني مع التشديد على أهمية دعم صناعة الرياضة السعودية، لأنها أكبر الفرص المتاحة كمصدر من مصادر الدخل القومي، مناسبة تماماً لشعب أكثر من 70 % من مواطنيه من الشباب، وشعب يحتل مركزاً متقدماً عالمياً في الاهتمام والشغف بالرياضة، و قيادة رشيدة واعية تعرف ماذا تفعل، ومتى تفعله، القادم أجمل - بإذن الله.