فهد بن جليد
هكذا دون مقدمات يعلن المذيع فجأة أنَّه يستضيف (فيروس كرونا) على الهواء مباشرة عبر الأقمار، ليظهر شخص آخر على الشاشة يرتدي (صورة مكبرة) لجزيئات (كوفيد-19)، ويتم بينهما الحوار التلفزيوني التالي:
المذيع: أهلاً بحضرتك وأنا مبسوط جداً إنَّك شرفتنا ووافقت تطلع معانا.
(فيروس كرونا): حبيبي، الله يبارك لك.
المذيع: الناس كثير خايفة وقلقانة منك، تحب تقول لهم إيه؟
(فيروس كرونا): لا سعادتك ده كله كلام سوشيل ميديا، أقسم بالله أنا مظلوم في الليلة دي، بتحبوا تهولوا المواضيع.
المذيع: بس حضرتك غزيت العالم، والعالم كله خايف منك.
(فيروس كرونا): العالم كوم، وبلدكم كوم يا عم، انتوا لبستوني المرجيحة.
ويستمر الحوار على هذا النحو، فكرونا يتحدث بلدي (لهجة شعبية) ويقول إنَّ من لا يريد الذهاب للمدرسة يتحدث عن كرونا، ومن يعاني من نزلة برد يتهم كرونا، وبعدها قدم نصائح ناقصة لاستخدام المنديل الورق، وغسل اليدين، وفي الختام سأل المذيع (الفيروس):
المذيع: آخر سؤال أزعجتك معايا، تحب حضرتك تسمع إيه؟
(فيروس كرونا): بحب أسمع (يا عم الطبيب) للأستاذ عمرو دياب، بس يا ليت بصوت الأستاذ (حسن شاكوش) عشان بحبه أوي.
المذيع: أنا بشكرك على هذا اللقاء الحصري.
(فيروس كرونا) يقاطعه: معليش الفلوس معاك وإلا مع الإنتاج؟
المذيع: معليش يا فندم أنا مش سامع، لأنَّه الشبكة داخل الاستديو (بايزه) خالص.
قبل اللقاء قال المذيع: بما أنَّ كل الكلام الآن مُنصب على (فيروس كرونا)، فقد قرَّرنا نعمل حاجة محترمة جداً ومهنية جداً، باستضافة (الفيروس) نفسه.. لا أعرف هل هذا سبق إعلامي؟ أم إفلاس إعلامي؟ أم كوميديا إعلامية؟ ما أعرفه وأتمناه أنَّ يتوقف المذيع وفريقه عن عمل (أي حاجة) مهنية ومحترمة من هذا النوع مُستقبلاً.
أجمل تعليق قرأته على ما يحدث هو: أقسم بالله إحنا في (حتة تانية) من الكوكب، و(حنموت) كرونا من الضحك، وكان الله في عون الشعوب على بعض الإعلام المُصاب حتى قبل انتشار (الفيروس).
وعلى دروب الخير نلتقي.