د. أحمد الفراج
بعد ظهور معظم نتائج انتخابات يوم الثلاثاء الكبير، انحصر السباق الرئاسي للحزب الديمقراطي بين مرشحين فقط، هما جوزيف بايدن وبرني ساندرز، وقد انسحبت جميع العناصر النسائية المترشحة، وأبرزها إليزابيث وارين، التي كان هناك رهان كبير عليها أن تصبح أول رئيسة لأمريكا، بعد أن فشلت هيلاري كلينتون في الحصول على هذا الشرف في الانتخابات الماضية، بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من الفوز، وقد كان سقوط وارين في انتخابات الثلاثاء الكبير مدوّياً بشكل لم يتوقعه أكثر المتابعين تشاؤماً، إذ خسرت حتى في ولايتها، وهو أمر نادر الحدوث، أن يخسر المرشح الولاية التي ينتمي لها ويمثّلها، وكانت المرشحة إيمي كلوبشار، عضو مجلس الشيوخ، قد سبقت وارين بالانسحاب، وقد عبر معلق ديمقراطي بالقول: «إننا وضعنا أمام الناخبين مُرَشحين كبيرين بالسن»، وهو محق في ذلك، فبايدن وساندرز في نهاية السبعينات من العمر، وهو أمر يعبر بوضوح عن حالة الفقر في إيجاد سياسي عيار ثقيل في الحزب الديمقراطي ليقارع الرئيس ترمب.
مع نشر هذا المقال، تكون ست ولايات أخرى قد صوَّتت الثلاثاء الماضي، أبرزها ولاية ميتشجن، وهي مهمة جداً لكلا المرشحين، إلى جانب ولايات شمال داكوتا وايداهو الزراعيتين، وولايات ميسيسيبي وواشنطن وميزوري، ومن الواضح أن الحزب الديمقراطي يقف بكل قوة خلف بايدن على حساب ساندرز، رغم أن الأول لديه مشكلات عدة، أبرزها هفواته الكثيرة وعدم قدرته على الحشد، علاوة على أنه لا يستطيع جذب شرائح عدّة، مثل شريحة الشباب والسيدات، وهي شرائح مهمة، ولكن ليس لدى الحزب خيار، فساندرز هو الأجدر والأكثر حيوية، ولكن يعلم الحزب أن أيدولوجيته ستكون عائقاً في انتخابه، فهو يصنَّف على أنه اشتراكي، وهذه الأيدولوجية تخيف المحافظين حتى الديمقراطيين، ففي أمريكا، يصعب أن تفوز بالرئاسة، إذا تم تصنيفك في أقصى اليسار، فالناخب ينجذب للأيدولوجية المعتدلة، أي الوسط المعتدل، فلننتظر ونترقب. وللحديث صلة ... !